أنقرة (دجلة) – أكد الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، خلال زيارته الرسمية إلى تركيا يوم الثلاثاء، أن دمشق وأنقرة تعملان على بناء استراتيجية أمنية مشتركة لمواجهة التهديدات شمال شرق سوريا، مشدداً على أهمية التنسيق لضمان وحدة الأراضي السورية واستقرارها.

وقال الشرع، في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن الجانبين ناقشا “التهديدات التي تحول دون استكمال وحدة الأراضي السورية في شمال شرق البلاد”، في إشارة إلى الجماعات المسلحة المدعومة من واشنطن، والتي تصنفها أنقرة كتهديد أمني مباشر.

وأضاف الشرع أن المحادثات تطرقت أيضاً إلى “ضرورة الضغط الدولي على إسرائيل للانسحاب من المنطقة العازلة في جنوب سوريا، وفقاً لاتفاق فك الاشتباك لعام 1974″، مشيراً إلى أن حكومته مستعدة لاتخاذ خطوات بهذا الاتجاه بدعم إقليمي ودولي.

وأكد الرئيس السوري الانتقالي على “التعاون الوثيق مع تركيا لضمان الأمن والاستقرار”، مشدداً على أن سوريا وتركيا ستعززان التبادل التجاري والشراكات الاستثمارية، خاصة في مجال إعادة إعمار البنية التحتية، بما يحقق التعافي الاقتصادي ويؤسس لمستقبل تنموي أفضل.

من جهتها، نقلت وكالة الأناضول عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تأكيده خلال المؤتمر الصحفي المشترك أن زيارة الشرع “تاريخية” وبداية “عهد جديد من الصداقة والتعاون الدائمين بين البلدين”.

وقال أردوغان أنه أبلغ الشرع استعداد أنقرة لتقديم الدعم اللازم لسوريا في مكافحة كل أشكال الإرهاب سواء داعش أو “بي كي كي”.

ومضى قائلا: “من خلال التحرك المشترك مع سوريا، واثق بأننا سنجعل جغرافيتنا المشتركة خالية من الإرهاب ويسودها مناخ السلام والرفاه”.

وأكد استعداد تركيا لدعم إعادة إعمار المدن المدمرة في سوريا، معربا عن ثقته في أن العودة الطوعية للاجئين السوريين ستكسب زخما مع سرعة التنمية الاقتصادية بالبلاد.

وأشار إلى أن تركيا تعمل على تطوير العلاقات مع سوريا “بطريقة متعددة الأبعاد”، تشمل التعاون في مجالات التجارة، الطاقة، الطيران المدني، الصحة، والتعليم، مضيفاً أن بلاده أعادت فتح سفارتها في دمشق وقنصليتها في حلب بعد تولي الإدارة الجديدة زمام الحكم.

واختتم الرئيس السوري الانتقالي حديثه بتوجيه دعوة رسمية للرئيس التركي لزيارة سوريا في أقرب وقت، مؤكداً على التزام بلاده ببناء “علاقات استراتيجية متينة” مع أنقرة لضمان مستقبل أكثر استقراراً للمنطقة.