أكّد ممثل الصين في مجلس الأمن، خلال جلسة مخصصة لمناقشة تطورات الوضع في سوريا، أن البلاد تمرّ بلحظة مفصلية، مشددًا على أهمية دعم المجتمع الدولي من أجل تمكين سوريا من استعادة الاستقرار والانطلاق في مسار التنمية والازدهار.

وقال المندوب الصيني، بحضور ممثلي إيران وتركيا وليبيا، إن “الصين تُولي أهمية كبرى للتطورات الجارية في سوريا”، مضيفًا: “نأمل أن تواصل الأطراف السورية العمل من أجل المصالحة الوطنية عبر الحوار والمشاورات، بما يفضي إلى وضع خطة لإعادة الإعمار تُلبّي احتياجات الشعب السوري”.

التزام بمبادئ القرار 2254 ودور الأمم المتحدة

وجددت الصين دعمها لجهود المبعوث الأممي الخاص غير بيدرسن، مشيرة إلى أن مبادئ القرار 2254 تشكّل الإطار المرجعي الأساسي لأي عملية سياسية ناجحة، داعيةً كل الأطراف إلى التعاون مع الأمم المتحدة والمبعوث الخاص.

كما شددت على ضرورة ضمان حق الشعب السوري في تقرير مصيره، واحترام سيادته ووحدة أراضيه، مشيرةً إلى أن “الصين لطالما احترمت خيارات الشعب السوري ولم تتدخل في شؤونه الداخلية”.

إدانة للإرهاب ورفض للمعايير المزدوجة

وأعرب المندوب الصيني عن قلق بالغ من استمرار الأنشطة الإرهابية في سوريا، وخصوصًا مع استمرار وجود مقاتلين أجانب يهددون الأمن والاستقرار، مؤكدًا أن “قرارات مجلس الأمن بشأن مكافحة الإرهاب يجب أن تُنفذ بشكل كامل وفعّال، دون انتقائية أو ازدواجية في المعايير”.

ودعت الصين السلطات السورية إلى “الوفاء بالتزاماتها في مكافحة الإرهاب”، بما يشمل “كل التنظيمات المدرجة على لوائح الإرهاب الأممية”، مشيرة إلى أن استخدام المعايير المزدوجة في هذا الملف سيؤدي إلى “نتائج كارثية”.

الوضع الإنساني والعقوبات

وعلى الصعيد الإنساني، أشار المندوب الصيني إلى انخفاض معدلات تمويل المساعدات الإنسانية، محذرًا من أن “90% من الأسر السورية تعاني من الفقر بحسب بيانات الأمم المتحدة”، ومؤكدًا أن هذا الوضع “يفاقم مأساة المدنيين ويعيق عودة اللاجئين والنازحين”.

ودعت الصين المانحين إلى مواصلة تقديم الدعم الإنساني دون شروط سياسية، بما يُخفف من معاناة الشعب السوري.

إدانة للهجمات الإسرائيلية ورفض الاحتلال

كما جدّدت الصين إدانتها للهجمات الجوية الإسرائيلية المتكررة على جنوب سوريا، مؤكدة أن “وحدة سوريا وسلامة أراضيها وسيادتها يجب أن تُحترم”، وأن “الجولان أرض سورية محتلة بموجب القانون الدولي، ولا بد من الالتزام باتفاق فض الاشتباك لعام 1974”.

وطالبت بكين بـالانسحاب الفوري لكل القوات الأجنبية غير الشرعية من الأراضي السورية، في إشارة إلى القوات الأمريكية والإسرائيلية والتركية.