توفي رائد الفضاء السوري اللواء محمد الفارس يوم الجمعة بعد صراع مع المرض في أحد مشافي مدينة غازي عنتاب التركية.
اللواء محمد أحمد فارس مِن مواليد حلب عام 1951، خرّيج الأكاديمية العسكرية ومدرّس فيها، وضابط سابق في سلاح الجو ومستشارٌ عسكري سابق في سوريا، وهو أول طيّار سوري والثاني على مستوى الوطن العربي يصعد إلى الفضاء، بعد رائد الفضاء السعودي “سلطان بن سلمان”.
وأطلقت صحيفة “غارديان” البريطانية على “فارس” لقب “آرمسترونغ العرب”، وقد حلّق إلى الفضاء كـ رائد فضاء باحث على متن مركبة الفضاء “Soyuz TM-3” في 22 تموز عام 1987، كـ جزء مِن الزيارة الأولى لـ طاقمها إلى محطة الفضاء الروسية المدارية “مير”.
وعاد “فارس” إلى الأرض على متن المركبة “Soyuz TM-2” في 30 تموز 1987، وكان مجمل المدة التي قضاها في الفضاء سبعة أيام و23 ساعة وخمس دقائق، ثم عاد إلى القوات الجوية السورية واستقر في مدينة حلب، ومنحه الاتحاد السوفييتي لقب بطل عن إنجازاته كـ رائد فضاء، كما نال “وسام لينين”، وهو أرفع وسام مدني يمنحه الاتحاد السوفييتي.
كان يوم 22 يوليو/تموز 1987 حاسما في حياة محمد أحمد فارس؛ ففيه تحوّلت حياته بانطلاقه إلى الفضاء الخارجي، فإذا كان الإنسان يُولد مرة، فإن رائد الفضاء ولد مرتين؛ مرة من رحم أمه، والأخرى من رحم الأرض إلى الفضاء. لكن سوريا؛ بلد محمد فارس -الذي اتسع له الفضاء- ضاقت به، فخرج منها لاجئا يبحث عن وطن بديل.
حدث منعطف جديد في حياة محمد فارس تزامنا مع انطلاق الثورة السورية عام 2011، فقد شارك في المظاهرات المناهضة للنظام، وهو أمر لم يخف عن أجهزة الأمن التي استدعته، وحينها فضّل أن يُغادر سوريا؛ “فالحرية والكرامة هي أغلى شيء في الوجود، ولا حدود للقتل عند النظام”.