أقر مجلس الشيوخ الأمريكي مادة ضمن مشروع موازنة الدفاع الوطني تقضي بإلغاء “قانون قيصر”، الذي فُرض عام 2020 واعتُبر من أبرز أدوات العقوبات الأمريكية ضد نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، ورحّبت دمشق بما وصفته بـ”الخطوة التاريخية” التي تمهد لمرحلة جديدة من الانفتاح الاقتصادي والدبلوماسي.
وقال وزير المالية السوري محمد يسر برنية الجمعة في منشور عبر فيسبوك إن المادة أُدرجت ضمن موازنة وزارة الدفاع الأمريكية بانتظار مواءمة مجلس النواب وإقرارها النهائي قبل توقيع الرئيس الأمريكي عليها، مضيفاً أن إلغاء القانون “يضع حداً لآخر وأشد العقوبات المفروضة على سوريا” ويؤسس “لمرحلة من الإعمار والإصلاح والتنمية”.
وأضاف برنية أن المادة الجديدة تتضمن أيضاً دعوة لإعادة افتتاح السفارة الأمريكية في دمشق، مشيراً إلى أن “الدبلوماسية السورية نجحت في التخلص من آخر العقوبات بفضل جهودها النشطة بقيادة الرئيس أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني”، على حد تعبيره.
من جانبه، كتب النائب الأمريكي جو ويلسون على منصة X أنه “ممتنّ لإقرار مجلس الشيوخ إلغاء قانون قيصر”، مضيفاً أن العقوبات “فُرضت على نظام لم يعد موجوداً لحسن الحظ”، وأن “نجاح سوريا الآن يعتمد على الإلغاء الكامل والتام لهذه الإجراءات”.
وقال مدير إدارة الشؤون الأمريكية في وزارة الخارجية السورية قتيبة إدلبي إن القرار “يأتي استجابة للتحولات الإيجابية التي تشهدها سوريا والجهود البنّاءة لإعادة التعاون مع واشنطن على أسس الاحترام والمصالح المشتركة”، مضيفاً أن بلاده “تفتح صفحة جديدة من الشراكة والاحترام المتبادل نحو مستقبل بلا عقوبات”.
وفي السياق ذاته، وصف حاكم مصرف سوريا المركزي عبد القادر حصرية الخطوة بأنها “تحول تاريخي في مسار الاقتصاد السوري”، معتبراً أن رفع العقوبات “يمهّد الطريق أمام التعافي وإعادة الاندماج في النظام المالي العالمي”، مؤكداً أن المصرف “سيواصل العمل على استقرار الليرة السورية وتعزيز الثقة بالتعاملات المصرفية”.
كما رحّب المجلس السوري الأمريكي في واشنطن بالتصويت، واصفاً القرار بأنه “لحظة تاريخية طال انتظارها”، مشيراً إلى أن “العقوبات أضرّت بالمواطنين السوريين وأبطأت التعافي الاقتصادي”، وأن إلغاءها “يؤشر إلى انفتاح جديد وفرص متزايدة للإعمار والحياة الكريمة”.
وقال وزير الاقتصاد والصناعة نضال الشعار إن القرار يمثل “انتصاراً سياسياً واقتصادياً لسوريا الجديدة”، موجهاً الشكر إلى الكونغرس الأمريكي والرئيس دونالد ترامب على “تفهم معاناة الشعب السوري”، وداعياً إلى تحويل هذه الخطوة إلى “بداية عمل واثق نحو اقتصاد منتج”.
وفي بيان رسمي، رحّبت وزارة الخارجية والمغتربين السورية باعتماد مجلس الشيوخ المادة الخاصة بإلغاء القانون، واعتبرت القرار “اعترافاً بعودة سوريا إلى موقعها الطبيعي في المنطقة والعالم”، بينما قال وزير الدفاع مرهف أبو قصرة إن المرحلة المقبلة “ستكون عنواناً للعمل والبناء وترسيخ الاستقرار”.
ويُنتظر أن يصوّت مجلس النواب الأمريكي على مشروع الموازنة خلال الأسابيع المقبلة قبل أن يُحال إلى الرئيس للتوقيع عليه، ما يمهد – في حال إقراره النهائي – لدخول إلغاء “قانون قيصر” حيز التنفيذ قبل نهاية العام.