كشفت مصادر دبلوماسية عن عقد اجتماع في العاصمة الفرنسية باريس جمع وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، بوساطة أمريكية، لبحث سبل خفض التصعيد في الجنوب السوري.

وقالت وسائل إعلام سورية إن النقاشات تناولت تثبيت وقف إطلاق النار في محافظة السويداء، وإعادة تفعيل اتفاق فض الاشتباك الموقّع بين سوريا وإسرائيل عام 1974، إضافة إلى تحسين الأوضاع الإنسانية. وأكد الطرفان – بحسب المصادر الرسمية – تمسّكهما بوحدة الأراضي السورية ورفض مشاريع التقسيم.

الدور الأمريكي والوساطة الدولية

الاجتماع جاء بعد ساعات من لقاء المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا ولبنان، توماس باراك، مع الزعيم الروحي للدروز في إسرائيل، الشيخ موفق طريف، الذي طالب الإدارة الأمريكية بالضغط لفتح ممر إنساني آمن يربط السويداء بمحيطها، ورفع ما وصفه بـ”الحصار المفروض على المحافظة”.

قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا ولبنان، توماس باراك، في منشور على منصة “إكس” إنه عقد اجتماعاً مع الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل، الشيخ موفق طريف، وفريقه.

وأوضح باراك أن النقاش تركز على الوضع في محافظة السويداء جنوب سوريا، وعلى “كيفية جمع مصالح جميع الأطراف، وتهدئة التوترات، وبناء التفاهم”.

وخلال اللقاء، دعا طريف الإدارة الأميركية إلى العمل على تثبيت وقف شامل لإطلاق النار، وفتح ممر بري آمن بضمانات أميركية لإيصال المساعدات إلى السويداء، ورفع الحصار عن المحافظة بما يتيح عودة النازحين.

وبحسب قناة “العربية”، فقد أبدت دمشق وواشنطن توافقاً على أن أي ممر إنساني يجب أن ينطلق من دمشق نفسها لا من خارج الحدود، كما أشارت القناة إلى أن نحو 80% من القضايا الأمنية بين سوريا وإسرائيل جرى التفاهم عليها، مع الاتفاق على استكمال المحادثات في جولات لاحقة بباريس وباكو.

التوتر في السويداء

تشهد محافظة السويداء، ذات الغالبية الدرزية في جنوب سوريا، توتراً متزايداً منذ أسابيع، بعد سلسلة من المواجهات بين فصائل درزية مسلحة محلية يقودها رجل الدين حكمت الهجري ومجموعات بدوية مسلحة والقوات الحكومية. ويتبادل الطرفان الاتهامات بشأن المسؤولية عن العنف الذي أدى إلى سقوط قتلى وتشريد مئات العائلات.

 أعمال العنف الطائفي التي ارتكبت بحق المدنيين في السويداء أوقعت مئات الضحايا وشملت عمليات قتل جماعي وفقدان الأرواح، وأدت إلى نزوح نحو 192 ألف شخص داخليا وتهجير نحو 50 ألف شخص من قبائل البدو إلى درعا وريف دمشق هذا عدا عمليات الاحتجاز.