ترتبط قصّة الأبواب في تاريخ المدن بقصّة الإنسان نفسه وعلاقته بالمكان وبنفسه، وتعكس بشكل مباشر هندسة الوجود الحضاري والاجتماعي والثقافي في حقبة زمنية ما، وهذا ما ينطبق على مدينة حمص.
ولعل أسوار المدن القديمة وأبراجها الدفاعية وأبوابها كانت تشكل خط الدفاع الأول عن المدينة وأهلها، ولطالما شكلت مدن بلاد الشام محط جذب واهتمام لمعظم القوى العالمية على مر لعصور ما حدا بأهلها الاهتمام بالتحصين وبناء الأسواء ونتيجة طبيعية بناء الأبواء لتسهيل عملية الدخول والخروج من وإلى المدينة.
وخطفت دمشق شهرة الأبواب السبعة نسبةً إلى الكواكب السبعة المعروفة في حينها، وقد نحتت رموز هذه الكواكب على الأبواب لاعتقادهم أنها تحمي المدين، إلا أن لحمص أيضا سور يحمي المدينة وكذلك أبواب سبعة.
وتعد مدينة حمص من المدن العريقة تاريخياً وقد تتالت عليها الحضارات واشتهرت بموقعها المتوسط. وقد كان لهذه المدينة عند الفتح الإسلامي أربعة أبواب (باب الرستن – باب الشام – باب الجبل – باب الصغير) وفي فترة المنصور إبراهيم جعل لحمص سبعة أبواب وهي باب السوق: وهو الباب الذي يعتقد أنه باب الرستن وكان يقع في الزاوية الجنوبية الفربية للجامع النوري.
وكذلك باب تدمر حيث بقيت من آثاره بعض الحجارة المنحوتة ويعتقد أن موضعه يعود لقبل العصر الإسلامي إذ أن الطريق من حمص إلى تدمر كانت تمر عبره ويقع من الناحية الشمالية الشرقية.
وباب الدريب وقد ورد لدى بعض المؤرخين باسم باب الدير ومن الممكن أنه باب الشام ويقع من الناحية الشرقية، وباب السباع: ويقع إلى الشرق من القلعة ويفضي إلى المدينة القديمة من الجهة الجنوبية.
وباب التركمان: يقع في الزاوية الشمالية الغربية للقلعة وحيث تلتقي القلعة مع سور المدينة ولا تزال من آثاره بعض الحجارة ويعتقد أن لاسمه علاقة بسكن القبائل التركمانية في حمص حوالي القرن الحادي عشر الميلادي.
باب المسدود : يقع إلى الشمال مباشرة من باب التركمان وقد نقش عليه أن بانيه منصور ابراهيم (637 -644) ويقع في شمال القلعة.
وباب هود: لم يبق من آثاره إلا بعض الحجارة ولربما ارتبطت تسميته بمقام النبي هود الذي كان يقع إلى الزاوية الجنوبية منه، ويعتقد أنه باب الجبل.
المصدر: دجلة نت