شنّ الجيش الاحتلال الإسرائيلي، في وقتٍ متأخر من ليل الثلاثاء، ثلاث غارات جوية استهدفت مواقع عسكرية سورية في محافظتي درعا والقنيطرة جنوبي البلاد، في تصعيد لافت يأتي بعد مزاعم إسرائيلية بسقوط صواريخ أُطلقت من الأراضي السورية على مرتفعات الجولان المحتل.
الغارات طالت كلًا من تل الشعار بالقنيطرة وتل المال وتل المحص و الفوج 175 بدرعا والفوج 121 وأطراف بلدة سعسع بريف دمشق، وأكد جيش الاحتلال أنه “هاجم وسائل قتالية سورية” ردًا على ما وصفه بـ”عمليات إطلاق صواريخ نُفذت من الأراضي السورية”.
وأضاف جيش الاحتلال أن “الرئيس السوري مسؤول عمّا يحدث داخل سوريا وسيتحمل العواقب طالما استمرت الأنشطة العدائية من أراضيه”، مؤكداً أنه “سيتحرك ضد أي تهديد موجّه إلى دولة إسرائيل”.
في المقابل، نفت وزارة الخارجية السورية أي علاقة لدمشق بعمليات الإطلاق، وقالت في بيان رسمي إنها لم تتثبت من صحة هذه الأنباء حتى اللحظة. وأشارت إلى أن “هناك أطرافًا عديدة قد تسعى إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة لتحقيق مصالحها الخاصة”.
وأضاف البيان أن سوريا “لم ولن تُشكّل تهديدًا لأي طرف في المنطقة”، وأن الأولوية في الجنوب السوري “تكمن في بسط سلطة الدولة وإنهاء وجود السلاح خارج إطار المؤسسات الرسمية”.
كما أدانت الخارجية السورية بشدة الغارات الإسرائيلية، ووصفتها بأنها “انتهاك صارخ للسيادة السورية”، ودعت المجتمع الدولي إلى “تحمل مسؤولياته في وقف هذه الاعتداءات ودعم جهود التهدئة”.
وكانت كتائب الشهيد محمد الضيف قد أعلنت في وقتٍ سابق مسؤوليتها عن إطلاق صواريخ من جنوب سوريا باتجاه مواقع إسرائيلية في الجولان المحتل، في بيان. وقالت الكتائب إن الهجوم يأتي “ردًا على المجازر في غزة” مؤكدة أن “عملياتها لن تتوقف حتى يتوقف القصف على المستضعفين في القطاع”.
مجموعة “أولي البأس” الشيعية وهي شريكة لواء درع الساحل في هجمات جبلة بداية آذار الماضي، نشرت فيديو لعملية اطلاق الصاروخين نحو الجولان المحتل، مع عبارة “هذا بعض بأسنا”.
وكانت مجموعة “أولي البأس” الشيعية، أكدت عبر سلسلة بيانات صدرت خلال الأيام الماضية مضيّها في خيار “المقاومة كمسار استراتيجي لا رجعة فيه”، بالتعاون مع تشكيلات أخرى منها “كتائب بقية الله”، بهدف تعزيز ما وصفته بـ”الجهد المقاوم” ضد الاحتلالات الأجنبية والهيمنة المفروضة على الأراضي السورية.
الجبهة، التي تصف نفسها بأنها مقاومة إسلامية وطنية، اتهمت ما سمّته “السلطة القائمة بأمر الواقع” بالتواطؤ مع ما اعتبرته “العدوان الصهيوني”، وأكدت أنها في طور الإعداد لمرحلة جديدة من العمل الميداني والسياسي.
كما توعدت في أحدث بياناتها – المؤرخ في 26 أيار– بـ”ردود مناسبة” يمكن أن تتجاوز الجغرافيا الفلسطينية، في إشارة إلى إمكانية توسيع نطاق عملياتها ضد إسرائيل.
وتصاعد التوتر في الجنوب السوري خلال الساعات الأخيرة، وسط أنباء عن تحليق طائرات استطلاع إسرائيلية، وقصف مدفعي طال مناطق في حوض اليرموك، بحسب تقارير محلية متطابقة، من بينها “تجمع أحرار حوران” ووكالة “سانا” الرسمية.