التقى وفد سوري رفيع يضم وزير الخارجية والمغتربين أسعد حسن الشيباني، ووزير الدفاع اللواء المهندس مرهف أبو قصرة، ورئيس جهاز الاستخبارات حسين سلامة، مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، في العاصمة التركية أنقرة، لإجراء مباحثات سياسية وأمنية تناولت ملفات ثنائية وإقليمية.

وأكد فيدان، خلال مؤتمر صحفي مشترك، أن علاقات بلاده مع سوريا “حققت قفزات نوعية خلال الأشهر الماضية”، رغم ما وصفه بمحاولات أطراف “منزعجة من تنمية سوريا لإثارة المؤامرات”. وأضاف أن الجانبين يعملان على “إيجاد حلول للمشاكل التي تواجه سوريا، خصوصًا في المجال الاقتصادي، لخلق أجواء مناسبة لعودة اللاجئين”، مشددًا على دعم وحدة الأراضي السورية ورفض التدخل الخارجي.

من جانبه، قال الشيباني إن سوريا تمر “بوقت دقيق بعد سنوات الحرب التي أثرت على كل بيت”، مشيرًا إلى استمرار التحديات، وفي مقدمتها “التدخلات الإسرائيلية ومحاولات تقسيم البلاد”. وأكد أن دمشق تمد يدها لكل شراكة “تحترم وحدة سوريا وسلامة أراضيها”، مرحبًا بـ”العودة التدريجية للمهجرين السوريين”.

وتطرّق الشيباني إلى أحداث السويداء، معتبرًا أنها “مفتعلة من إسرائيل لبث الفتنة الطائفية”، وأكد التزام الحكومة بمحاسبة مرتكبي الانتهاكات في المحافظة. كما رفض مؤتمرًا عقد مؤخرًا في الحسكة، قائلًا إنه “لا يمثل الشعب السوري” ويتعارض مع اتفاق اندماج قوات سوريا الديمقراطية في مؤسسات الدولة.

وفي وقت لاحق من اليوم، التقى الوفد السوري بوزير الدفاع التركي يشار غولر، حيث وقع الطرفان اتفاقية تعاون عسكري تشمل برامج تدريبية ومساعدات فنية لتعزيز دفاعات الجيش السوري.

وتتضمن الاتفاقية، بحسب وزارة الدفاع السورية، تبادلًا منتظمًا للأفراد العسكريين للمشاركة في دورات تدريبية متخصصة، تشمل مجالات مكافحة الإرهاب، وإزالة الألغام، والدفاع السيبراني، والهندسة العسكرية، واللوجستيات، وعمليات حفظ السلام، وفقًا لأفضل الممارسات الدولية. كما تشمل إرسال خبراء عسكريين أتراك لتقديم دعم فني في تحديث الأنظمة العسكرية وقدرات القيادة.

ووفق البيان، فإن الاتفاقية تأتي في إطار “تطوير الجيش العربي السوري بطريقة احترافية ووفق المعايير الدولية”، وبما يحد من مخاطر الانتهاكات التي قد ترتكبها “الفصائل غير المدربة”، في إشارة إلى الفصائل المسلحة خارج سيطرة الدولة.

وتأتي هذه الاتفاقات مع تركيا في وقت تواجه فيه الحكومة السورية تهديدات إسرائيلية في الجنوب كانت معركة السويداء أولى معارك هذه الحرب، بينما تستعد القوات الكردية (قسد) لمواجهة مع القوات السورية لأنها تريد تطبيقا خاصا لاتفاق 10 آذار يقوم على ما تسميه ” الاندماج التكاملي” وليس كما تريد دمشق “اندماج كامل” للأفراد العسكريين في الجيش وللأفراد المدنيين في مؤسسات الدولة.