شهدت مناطق واسعة من الساحل السوري ووسط البلاد، يوم السبت، احتجاجات غير مسبوقة شارك فيها عشرات الآلاف من أبناء الطائفة العلوية في محافظات اللاذقية وطرطوس وحمص وحماة، استجابة لدعوة أطلقها الشيخ غزال غزال، وفق ما أفاد به مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن.

وقال عبد الرحمن إن المتظاهرين خرجوا في 28 منطقة، رافعين شعارات تطالب بـ«حق تقرير المصير» و«الفيدرالية»، مضيفاً أن الاحتجاجات قوبلت بتدخلات أمنية عنيفة في بعض المواقع، ما أدى – بحسب المرصد – إلى مقتل شخصين وإصابة نحو 50 آخرين، إضافة إلى اعتقال عدد من المتظاهرين في حي الزهراء بمدينة حمص.

وفي مدينة مصياف بريف حماة، أفادت مصادر محلية برفع أنصار غزال غزال شعارات تطالب بالفيدرالية، فيما شهدت مدينتا اللاذقية وجبلة توتراً متصاعداً بعد تحول بعض الاحتجاجات إلى مواجهات مع قوى الأمن.

اشتباكات في اللاذقية وجبلة

وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) إن مسلحين أطلقوا النار في الهواء خلال احتجاجات عند دوار الأزهري في مدينة اللاذقية، قبل أن تتمكن قوات الأمن الداخلي من «احتواء الموقف».

وأضافت الوكالة أن أعمال شغب وتخريب وحرق آليات سُجلت في محيط الدوار.

وفي وقت لاحق، أعلنت وزارة الداخلية السورية إصابة عدد من عناصر الأمن الداخلي خلال قيامهم بتأمين الاحتجاجات، مشيرة إلى أن بعض التحركات «خرجت عن طابعها السلمي» وتخللها إطلاق نار مباشر وإلقاء قنابل يدوية على نقاط أمنية، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين وقوى الأمن.

وبحسب بيانات رسمية، أسفرت الأحداث في محافظة اللاذقية عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة نحو 60 آخرين، بينهم عناصر من قوى الأمن الداخلي، وفق وزارة الداخلية.

اتهامات بوجود مجموعات مسلحة

وقال قائد الأمن الداخلي في محافظة اللاذقية، العميد عبد العزيز الأحمد، إن السلطات رصدت خلال الاحتجاجات وجود «عناصر ملثمة ومسلحة» تتبع لما وصفه بتنظيمات إرهابية تحمل أسماء «سرايا درع الساحل» و«سرايا الجواد»، متهماً إياها بالمسؤولية عن عمليات إطلاق نار وتفجيرات سابقة على أوتوستراد M1.

وأضاف الأحمد أن قوات الأمن والمحتجين تعرضوا لإطلاق نار مباشر من جهة مجهولة في حي المشروع العاشر باللاذقية، وأن مجموعة مسلحة ألقت قنبلة هجومية على نقطة للمهام الخاصة، ما أدى إلى إصابة عنصرين من قوى الأمن الداخلي.

من جهتها، أفادت محافظة طرطوس بإصابة عنصرين من قوى الأمن الداخلي في منطقة العنازة بريف بانياس، جراء إلقاء قنبلة يدوية على مخفر المنطقة، مؤكدة فتح تحقيق لتحديد المسؤولين.

انتشار الجيش

مع تصاعد التوتر، أعلنت وزارة الدفاع السورية دخول وحدات من الجيش العربي السوري، مدعومة بآليات مصفحة ومدرعات، إلى مراكز مدينتي اللاذقية وطرطوس، مؤكدة أن مهمة الجيش «حفظ الأمن وإعادة الاستقرار بالتعاون مع قوى الأمن الداخلي».

وفي بيان رسمي، شددت وزارة الداخلية على أن التعبير عن الرأي «حق مكفول لجميع أبناء الشعب السوري ضمن الأطر السلمية»، مؤكدة أنها وجهت عناصرها لتأمين الاحتجاجات وحماية المشاركين.

كما حذرت في الوقت نفسه من أن استهداف عناصر الأمن يُعد جريمة يعاقب عليها القانون، متوعدة بملاحقة المتورطين وتقديمهم إلى العدالة.