الرقة (دجلة) – خرجت مظاهرات ووقفات احتجاجية متزامنة في عدة مدن سورية، يوم الجمعة 31 تشرين الأول/أكتوبر 2025، للمطالبة بعودة مؤسسات الدولة السورية إلى مناطق الجزيرة، ورفض استمرار سيطرة القوات الكردية (قسد) عليها، فيما اعتقلت قسد شابين عربيين في بلدة رطلة بريف الرقة.
في العاصمة دمشق، تجمع العشرات في ساحة المرجة رافعين لافتات تدعو إلى “وحدة الأراضي السورية” وعودة سلطة الدولة إلى كامل الجغرافيا الوطنية، فيما شهدت مدن حمص وطرطوس واللاذقية ودرعا وإدلب وحلب ودير الزور مظاهرات مشابهة حملت شعار “الجزيرة ليست وحدها”.
وفي ريف دير الزور الغربي، كانت ناحية الكسرة الخاضعة لسيطرة قسد مركزاً رئيسياً للاحتجاجات، حيث طالب المشاركون بمحاسبة عناصر من القوات الكردية متهمين بقتل الشاب مجد خلف الهنشل، أحد أبناء قبيلة البكارة، وشاركت عائلة الهنشل في المظاهرة، حيث ظهرت والدة الضحية وابنته تطالبان بالعدالة بهتاف لا يكاد يبين.
وشملت المظاهرات مدناً وبلدات أخرى بينها معدان والقورية وتل أبيض ورأس العين وسلوك، رُفعت فيها شعارات تطالب بانسحاب القوات الكردية من مناطق الجزيرة وبسط سيادة الدولة السورية عليها.
وتأتي هذه التطورات بعد سلسلة مداهمات نفذتها قسد خلال الأسبوع الماضي في دير الزور والرقة والحسكة بدعم من التحالف الدولي، أسفرت عن سقوط قتلى واعتقالات أثارت احتجاجات محلية واسعة. ففي 23 تشرين الأول/أكتوبر، داهمت القوات الكردية قرية كرهـوك شرق الحسكة قرب الحدود العراقية، ما أدى إلى اشتباكات مسلحة مع أفراد من عائلة الشمري ومقتل محمود هليل الشمري، أحد وجهاء عشيرة شمر.
وفي 27 تشرين الأول/أكتوبر، قُتل الشاب مجد الهنشل بعد تجاوزه حاجزاً أمنياً في بلدة الكسرة مركز انتشار عشيرة المناصرة التابعة لقبيلة البكارة غرب دير الزور، بينما شهدت بلدة غرانيج ضمن منطقة انتشار عشيرة الشعيطات من قبيلة العكيدات شرق دير الزور عملية أمنية أسفرت عن اعتقال ثمانية أشخاص بينهم فتاة من عائلة واحدة أُفرج عنها لاحقاً.
كما اعتُقل حسن وعبدالله الحمد العمار في بلدة رطلة جنوب شرق الرقة خلال مداهمة نفذتها قوات كردية – أمريكية فجر الجمعة (31 تشرين) تخللها اعتداء على سيدة مسنّة فجرحت برأسها إلى جانب تخريب ممتلكات السكان وسط تحليق مروحيات لساعتين، بحسب روايات الأهالي.
وتسيطر القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة على معظم محافظتي الرقة والحسكة وأجزاء من دير الزور وحلب، بينما تطالب شرائح واسعة من السكان المحليين بإعادة سلطة الدولة السورية إلى تلك المناطق وإنهاء الوجود العسكري الأجنبي.
