يواجه سكان منطقة الشدادي جنوب الحسكة، أزمة حادة بنقص مياه الشرب منذ عدة أشهر، رغم مناشدتهم مسؤولي ”الإدارة الذاتية” لإعادة تأهيل شبكات المياه.
ويأتي ارتفاع أسعار المياه في الوقت، الذي فقد فيه الناس القدرة الشرائية عمقت أزمة معيشية تضيق الخناق على السكان المحليين يوما بعد يوما.
أفاد “سمير العلي”، وهو من سكان مدينة الشدادي بعدم توفر مياه ما يجبرهم على شرائها من قبل الصهاريج الخاصة وبأسعار مرتفعة جدا حيث وصل سعر خزان الماء سعة خمسة براميل الى ما يقارب 10 آلاف ليرة سورية وأكثر.
وقال “العلي” إن بعض عقود صهاريج مياه الشرب مع البلدية ألغيت، وهي صهاريج كانت تبيع خزان الماء سعة 5 براميل بسعر 2500 ل.س وهذا السعر كان يتناسب مع دخل الأهالي المحدود في المنطقة مقابل ارتفاع أسعار السلع.
ويرى العلي أنه يتوجب على البلدية إيجاد حل سريع لـ “أزمة المياه” وتوزيعها بشكلٍ كافٍ على السكان عبر صهاريجها، لتخفيف وطأة الوضع المعيشي السيئ على الناس، مشيرا إلى “وجود تكاليف كبيرة تترتب على السكان من جراء شراء المياه من الصهاريج الخاصة”.
عبرت “ليلى المشعل” من قرية البجدلي قرب الشدادي عن استيائها بالقول: “لا نريد معونات ولا حتى زراعة نريد مياه شرب… نريد أن تنتهي هذه الكارثة “!، مضيفة “ما زالت الأزمة تعصف بنا منذ أشهر ويجب على “الإدارة الذاتية” تهديم حلول دائمة لمياه الشرب وليس حلولاً مؤقتة لا قيمة لها”.
وتابعت: ” لو كنّا أملك ثمن حفر بئر للمياه لحفرنا، لكن الوضع سيء، وأحيانا نعجز عن شراء ثمن برميل المياه، وبات أحدنا وفي هذا الجو الحار لا يجد ماء للغسيل والاستحمام”.
ومن المعروف أنه في “الصيف ستزداد الحاجة إلى المياه ومع استمرار الوضع هكذا سنضطر لشرب مياه الآبار المالحة”، على حد قولها.
في المقابل، تحدث “ثامر المحمد”، وهو مالك أحد الصهاريج: إن سبب ارتفاع أسعار المياه، هو بسبب توقف عقودهم مع بلدية الشدادي، حيث باتوا يبيعون المياه بالسعر الحر، وهو 10 آلاف ل.س للمتر المكعب من المياه.
ويضيف: “يرجع سبب الارتفاع إلى غلاء أسعار المحروقات في السوق الحرة أيضا، حيث يبلغ سعر لتر المازوت الواحد قرابة 1300 ليرة سورية فضلاً عن بعد مسافة نقل المياه التي تزين عن 100كم في بعض الأحيان.
كما تساهم “الأعطال اليومية في الصهاريج نتيجة ارتفاع درجات حرارة الجو برفع تكاليف نقل مياه الشرب، وفق السائق.
ويعتبر شح مياه الشرب جزءا من أزمة عامة في شملت الثلاثي الذي تقوم عليه الحياة بالمنطقة وهو “الماء والخبز والطاقة (الكهرباء والمحروقات), وجميعها أمور عجزت السلطات القائمة عن تأمينها باستقرار.