قال الرئيس أحمد الشرع السبت إن سوريا تصر على التزام إسرائيل باتفاق فض الاشتباك عام 1974، مشيرا إلى أن مطلب المنطقة منزوعة السلاح حوله الكثير من التساؤلات، فمن سيحمي هذه المنطقة إذا لم ينتشر الجيش السوري.
جاءت تصريحات الشرع في حوار مع الصحفية كريستيان أمانبور، كبيرة مذيعي الشؤون الدولية في شبكة CNN التلفزيونية، وذلك على هامش مشاركته في منتدى الدوحة 2025.
وأضاف الرئيس أن سوريا مرت بمراحل خطيرة خلال الـ60 سنة الماضية وكانت تعيش عزلة كبيرة وحصاراً اقتصادياً خانقاً، وسياسات النظام البائد دفعت أغلب الأطراف الدولية للانكفاء عن سوريا، وفي مثل هذه الأيام كنا نتهيأ للدخول إلى دمشق، وبعد التحرير استعادت سوريا الكثير من علاقاتها الدولية.
وتابع قائلا : “تحولت من منطقة مصدّرة للأزمات إلى منطقة يمكن أن تكون نموذجاً للاستقرار الإقليمي”، مبينا أن العالم انفتح على سوريا للاستفادة من موقعها المهم ومن تأثيرها الإقليمي لإرساء دعائم الاستقرار في المنطقة.
وأكد أن “إسرائيل تعمل على تصدير الأزمات إلى الدول الأخرى والهروب من المجازر التي ترتكبها في قطاع غزة، وتبرير كل شيء بالمخاوف الأمنية، بينما سوريا منذ التحرير أرسلت رسائل إيجابية لإرساء دعائم الاستقرار الإقليمي”.
وأوضح أن إسرائيل قابلت سوريا بعنف شديد وشنت عليها أكثر من ألف غارة ونفذت 400 توغل في أراضيها، وكان آخر هذه الاعتداءات المجزرة التي ارتكبتها في بلدة بيت جن بريف دمشق وراح ضحيتها العشرات، مشيرا إلى العمل مع الدول الفاعلة على مستوى العالم للضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي التي احتلتها بعد الثامن من كانون الأول 2024.
وبين أن واشنطن منخرطة في مفاوضات سوريا مع إسرائيل، مشددا أن أي اتفاق يجب أن يضمن مصالح سوريا فهي من تتعرض للهجمات الإسرائيلية.
عام على سقوط الأسد
تحدث الرئيس الشرع عن الاحتفالات بسقوط نظام بشار الأسد، فقال إن “الناس لا يشعرون بالخوف في سوريا، وفي هذه الأيام الملايين ينزلون إلى الشوارع تعبيراً عن فرحهم بإسقاط النظام البائد، وسوريا اليوم تعيش في أفضل ظروفها.
وأضاف أن النظام البائد أورثنا نزاعات كثيرة وكان يستخدم طوائف ضد طوائف أخرى، لكن نحن منذ بداية معركة ردع العدوان غلّبنا حالة العفو والصفح لأجل مستقبل مستدام آمن للشعب السوري.
سوريا انتقلت من نظام حكم إلى آخر لا يشبهه بعد نجاح الثورة الشعبية، ورغم بعض الإشكاليات التي حصلت، سوريا تسير بمسار إيجابي نحو الاستقرار والنمو الاقتصادي، وفق الشرع.
بناء الدولة الجديدة
كما أن التعافي الاقتصادي سيساعد بشكل كبير على تحقيق الاستقرار، لذلك نواصل العمل على إقناع الولايات المتحدة بإلغاء قانون قيصر الذي وضع بالأساس لمحاسبة النظام البائد على جرائمه بحق الشعب السوري، كما قال الرئيس.
وأردف ” حصلت نزاعات وشكلنا لجان تقصي حقائق واستقبلنا لجاناً دولية، ونعمل على محاكمة مرتكبي الجرائم في الساحل والسويداء”.
النزاعات اشعلها فلول النظام البائد ثم تطور ووصل إلى ما وصل إليه، لكن سوريا دولة قانون يصون حقوق الجميع، لأن سوريا ليست مجموعة طوائف تعيش مع بعضها، هي بلد غني وشعب مثقف وواعٍ، وتعزيز مبدأ المحاسبة وفق القانون وتطوير دور المؤسسات، حسب تصريحات الشرع.
وأشار إلى أن تشكيل الحكومة جاء على أساس مبدأ الكفاءة لا المحاصصة، وفي هذا تسلك سوريا مساراً جديداً سيتعلم منه الآخرون كيف تدار الأمور ما بعد الأزمات والحروب.
