قال وزير الخارجية والمغتربين السوري، أسعد الشيباني، في مقابلة حصرية مع قناة الإخبارية، إن التحول الحالي في الدبلوماسية السورية يمثل “نقطة تحول أساسية” في إعادة تمثيل سوريا على الصعيد الدولي بشكل لائق وطبيعي، مشيرًا إلى أن الحكومة الجديدة نجحت في تجاوز إرث الدبلوماسية السابقة القائمة على الابتزاز والسياسات الانعزالية للنظام البائد.

وأضاف الشيباني أن وزارة الخارجية أصبحت “الركن الأبرز لإيصال الصوت السوري إلى كل مكان والدفاع عن المصالح الوطنية”، مؤكدًا أن الدبلوماسية السورية تُسخّر لإعادة إعمار البلاد وتعزيز التنمية الاقتصادية وحماية المواطنين في الداخل والخارج. وقال: “تحركاتنا جاءت في وقتها الطبيعي وجنبت بلدنا أي محاولة للاستقطاب.”

وحول العقوبات الاقتصادية التي لا تزال تؤثر على التنمية، أشار الشيباني إلى أن الحكومة تعمل على بناء علاقات إيجابية مع الدول المستضيفة للسوريين لتحسين أوضاعهم، مؤكدًا أن “سوريا الجديدة انتقلت من دولة كانت تحت الحرب إلى دولة تتطلع إلى المستقبل بأقدام ثابتة، مع ضرورة مضاعفة الجهد في مرحلة السلام”.

وأكد الوزير تجاوز الحكومة للعقبات الناتجة عن سياسات النظام السابق، قائلاً: “أعدنا سوريا إلى العديد من المنظمات الأوروبية والدولية، دون أن نضعها في معسكر أو محور محدد، ونحرص على دبلوماسية متوازنة قدر الإمكان.” وأضاف أن مشاركة الرئيس أحمد الشرع في الجمعية العامة للأمم المتحدة “حظيت باهتمام دولي كبير وأسهمت في إيصال رسالة واضحة عن رغبة الشعب السوري في إعادة الإعمار وجعل سوريا نموذجًا مشرقًا”.

وعن الملفات الإقليمية، أوضح الشيباني أن الحكومة السورية نجحت في فرض خارطة طريق للتعامل مع السويداء، مؤكدًا أن هذا الملف “جُرح سوري داخلي” وأن التعامل معه يتم من منظور وطني بعيدًا عن أي تدويل لخدمة أجندات خارجية.

وبخصوص شمال وشرق سوريا، شدد الشيباني على أن تطبيق اتفاق 10 مارس يمثل الحل الوحيد لضمان دمج قوات سوريا الديمقراطية ضمن مؤسسات الدولة، مع التأكيد على رفض أي شكل من أشكال التقسيم أو الفيدرالية. وأوضح أن أي تأخير في تنفيذ الاتفاق سيؤثر سلبًا على مصالح المدنيين وعودة المهجرين إلى مناطقهم.

وفيما يتعلق بالعلاقات الدولية، أشار الوزير إلى أن الحكومة تعمل على تعزيز علاقاتها مع روسيا والصين وأوروبا لمصلحة الشعب السوري، مؤكّدًا أن العلاقة مع روسيا خضعت لتدرج دبلوماسي، وأن الاتفاقيات السابقة مع النظام السابق “معلقة ولا نقبل بها”. وأوضح أن سوريا ستشهد في الشهر المقبل أول زيارة رسمية لبكين لتعزيز العلاقات الثنائية.

وحذر الشيباني من المشروع التوسعي الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن استغلال التغييرات في سوريا يسهم في تعزيز عدم الاستقرار في البلاد والمنطقة. كما أكد نجاح الحكومة في جذب استثمارات جديدة، مشيرًا إلى أن التحسن المعيشي سيكون ملموسًا خلال العام المقبل، مع استقرار اقتصادي تدريجي يعزز عودة الحياة الطبيعية.

وقال الشيباني إن الدبلوماسية السورية تسعى إلى تحقيق التوازن بين حماية مصالح الدولة وتعزيز حقوق الإنسان والتنمية الاقتصادية، مضيفًا: “كل تحركاتنا هادئة ومخطط لها، ولا يوجد فيها أي تنازل عن حقوق السوريين.”