أطلقت سوريا، يوم الاثنين، عملتها الوطنية الجديدة في حفل رسمي أُقيم بقصر المؤتمرات في دمشق، بحضور الرئيس أحمد الشرع، في خطوة وصفتها الحكومة بأنها جزء من عملية إصلاح نقدي تهدف إلى تبسيط التعاملات وتعزيز الثقة بالليرة، دون أن يترتب عليها تغيير في قيمتها الفعلية.

وقال الرئيس الشرع، خلال جلسة حوارية على هامش الحفل، إن عملية استبدال العملة، التي تتضمن حذف صفرين من الفئات القديمة، “لا تعني تحسنًا تلقائيًا في الاقتصاد”، لكنها تهدف إلى تسهيل التداول النقدي وتقليل الاعتماد على الدولار، محذرًا من التسرع في استبدال العملة القديمة لما قد يسببه ذلك من ضغط على سعر الصرف.

وأكد أن تحسين الاقتصاد السوري “مرهون بزيادة الإنتاج وخفض البطالة وإصلاح القطاع المصرفي”، داعيًا إلى الهدوء خلال مرحلة التحول النقدي، التي وصفها بـ”الحساسة والدقيقة”.

من جانبه، قال حاكم مصرف سوريا المركزي عبد القادر الحصرية إن عملية الاستبدال “تقنية بحتة” ولن تؤثر على سعر الصرف أو تؤدي إلى ارتفاع التضخم، موضحًا أن تنفيذها سيتم على مدى 90 يومًا قابلة للتمديد، مع اعتماد التسعير بالعملتين القديمة والجديدة خلال الفترة الانتقالية.

وأضاف الحصرية أن المصرف المركزي استند إلى تجارب دولية سابقة في استبدال العملات عقب حروب أو تحولات سياسية كبرى، وأن الهدف الرئيسي هو ضبط الكتلة النقدية وبناء نظام مصرفي سليم ونظام مدفوعات رقمي شامل، داعيًا المواطنين والتجار إلى الالتزام بالقوانين وعدم الانجرار وراء المضاربات أو الشائعات.

وبحسب ما أوردته الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا)، فإن تصميم العملة الجديدة يستلهم رموزًا من الذاكرة التاريخية والاقتصادية السورية، في إطار ما وصفته السلطات بمحاولة تعزيز الهوية الوطنية وبناء مرحلة اقتصادية جديدة.