أنقذت فرق الدفاع المدني السوري، فجر الجمعة، امرأة سقطت في بئر ارتوازي بعمق 10 أمتار في قرية الجاموسية بريف منبج شرقي حلب، بعد جهود استمرت أكثر من 11 ساعة، بحسب ما أفادت به المنظمة.
وأوضحت فرق الإنقاذ أن المرأة، وتدعى رقية، كانت على قيد الحياة طوال عملية الإنقاذ، حيث تم تزويدها بالأوكسجين والتواصل معها بانتظام. وواجهت الفرق صعوبات كبيرة خلال العملية بسبب طبيعة التربة الصخرية، مما استدعى الاستعانة بعمال محليين مختصين بحفر الآبار.
وعقب إنقاذها، نُقلت السيدة إلى مستشفى منبج الوطني، حيث أكدت الفحوصات الأولية استقرار حالتها الصحية، مع وعي كامل ومستوى أكسجة طبيعي.
تفاصيل الحادثة وعمليات الإنقاذ
وقعت الحادثة عصر يوم الخميس 27 فبراير، عندما تلقت فرق الدفاع المدني السوري بلاغًا عن سقوط امرأة، تدعى رقية، في بئر ارتوازي يصل عمقه إلى 70 مترًا. وسرعان ما هرعت فرق الإنقاذ إلى الموقع، حيث تبين أن السيدة عالقة على عمق 10 أمتار فقط، لكنها كانت لا تزال على قيد الحياة وتستجيب للمناداة.
بدأت فرق الإنقاذ على الفور بتزويدها بالأوكسجين والتواصل معها لطمأنتها، بينما تم حشد المعدات والكوادر اللازمة للبدء بعملية الإنقاذ. ومع ذلك، واجهت الفرق تحديات كبيرة بسبب طبيعة التربة الصخرية، مما تطلب اللجوء إلى الحفر الجانبي باستخدام المعدات اليدوية، بمساعدة عمال مختصين من أهالي المنطقة.
استمرت عمليات الحفر طوال الليل وسط تحديات عديدة، حيث شكلت صلابة التربة الصخرية عائقًا كبيرًا أمام سرعة التقدم. ومع مرور الساعات، ازدادت صعوبة العمل بسبب الحاجة إلى الحفر بدقة وحذر لتجنب انهيارات محتملة قد تعرض حياة السيدة للخطر.
بحلول منتصف الليل، كانت فرق الإنقاذ قد أنجزت الحفر الشاقولي الموازي للبئر، وبدأ المختصون بحفر ثقب أفقي للوصول إلى موقع السيدة رقية. ومع تقدم عمليات الحفر، زادت آمال فرق الإنقاذ مع استمرار استجابة السيدة للحركة والكلام، مما أعطى الجميع دفعة من الأمل والتصميم على استكمال المهمة بنجاح.
لحظة الإنقاذ
في الساعة 3:20 من فجر الجمعة 28 فبراير، وبعد أكثر من عشر ساعات من العمل المتواصل، تمكنت فرق الإنقاذ من الوصول إلى السيدة رقية وسحبها من البئر، وسط فرحة كبيرة من الأهالي وعناصر الدفاع المدني. وعلى الفور، تم نقلها بسيارة الإسعاف إلى مستشفى منبج الوطني، حيث أظهرت الفحوصات الأولية أن حالتها الصحية مستقرة، مع وعي كامل ومستوى أكسجة طبيعي.
تحذيرات ودعوات لتأمين الآبار
عقب نجاح عملية الإنقاذ، قامت فرق الدفاع المدني السوري بردم الحفرة الجانبية التي تم حفرها خلال العملية، كما أغلقت فوهة البئر لتجنب وقوع حوادث مماثلة. ودعت الفرق الأهالي إلى ضرورة توخي الحذر من الآبار المكشوفة، وإبلاغ الجهات المختصة عنها لضمان تأمينها بشكل مناسب.
تعد هذه العملية واحدة من العديد من التدخلات التي تنفذها فرق الدفاع المدني السوري في مناطق مختلفة من البلاد، حيث تواجه تحديات مستمرة في التعامل مع الحوادث الطارئة في ظل الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد.