دمشق (دجلة) – أكد قائد الإدارة السورية أحمد الشرع الأحد خلال لقائه مع الزعيم اللبناني وليد جنبلاط والوفد المرافق له، أن التدخل السوري في لبنان خلال حقبة الأسد الأب والأسد الابن كان سببًا لزعزعة استقرار لبنان من خلال تغذية النعرات الطائفية والصراعات السياسية. وأشار إلى أن هذه السياسات السابقة ساهمت في تقويض المؤسسات اللبنانية.

وأضاف “لقد أنقذنا المنطقة من حرب إقليمية كبيرة جدًا، بل لا أبالغ إن قلت إنها كانت على وشك أن تتحول إلى حرب عالمية ثالثة. فقد اجتمعت في سوريا أطراف دولية كبرى، منها الولايات المتحدة وروسيا، إلى جانب أطراف إقليمية كبرى مثل إيران وتركيا، بالإضافة إلى تدخلات دولية ومصالح خارجية، فضلاً عن المطامع الإسرائيلية في المنطقة”. موضحا “كان وجود الميليشيات الإيرانية في سوريا يشكّل مصدر قلق بالغ لكل الدول الإقليمية والعالمية”.

وأوضح الشرع أن خروج الجيش السوري من لبنان خلّف وراءه ملفات حزب لم يقدر لبنان حق قدره ودخل في أتون صراعات، وسيطر على مؤسسات على حساب التوازنات الداخلية بالبلاد ، ما زاد من تعقيد الوضع اللبناني. لكنه أضاف: “اليوم، مع تغير الأوضاع في سوريا بعد انتصار الثورة، نسعى إلى بناء علاقات جديدة مع لبنان تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.

وحول أزمة اللاجئين السوريين، أشار الشرع إلى أن النزوح الكبير، والذي تجاوز 15 مليون سوري داخليًا وخارجيًا، كان نتيجة مباشرة لسياسات النظام السابق والحرب. وأوضح أن وجود أكثر من مليون لاجئ سوري في لبنان خلق أعباء اقتصادية واجتماعية على بلد يعاني أساسًا من أزمات داخلية.

وقال: “سوريا في عهد الأسد كانت رهينة لهذه التدخلات، ودمشق الحضارة أصبحت مسرحًا لمشاهد غير مألوفة نتيجة سيطرة هذه القوى الباحثة عن ثائر عمره أكثر من 1400 عام لا علاقة لأهل الشام به.

وأكد الشرع أن سوريا الجديدة تسعى للتخلص من الإرث الطائفي الذي غذّاه النظام السابق على مدى خمسة عقود، مشيرًا إلى أن الشعب السوري أثبت خلال الثورة قدرته على تجاوز هذه التحديات والتكاتف من أجل مستقبل أفضل.

وشدد على ضرورة العمل بعقلية بناء الدولة بعيدًا عن الانتقام والثأر، مشيرًا إلى أن سوريا لن تكون مصدر تدخل سلبي في لبنان مجددًا. وأوضح: “سوريا القادمة ستقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف اللبنانية، وستعمل على دعم استقرار لبنان سياسيًا واقتصاديًا”.

و دعا الشرع إلى تجاوز مخلفات الماضي وإعادة بناء العلاقات السورية-اللبنانية على أسس جديدة.

وأكد أن سوريا ستكون سندًا للبنان في تجاوز أزماته، مشددًا على أهمية بناء عقد اجتماعي جديد في سوريا قائم على الكفاءة والمواطنة، بعيدًا عن الطائفية والتمييز.