يشكو سكان مدينة رأس العين وريفها من تدهور حاد في مستوى الخدمات الأساسية، حيث تتقاطع معاناة الأهالي بين طرق متهالكة، وانقطاعات متكررة للكهرباء، وشح في المياه وأزمات نقص بالخبز أحيانا، وسط غياب الحلول المستدامة من الجهات المحلية المسؤولة.
في قرية تل حلف القريبة من المدينة، يقول المواطن مهدي أحمد هلوب إن وضع الطرقات “سيئ جدًا إلى حد الخطر”، مضيفًا أن الطريق المؤدي إلى المدرسة يفتقر إلى المطبات رغم مرور مئات الأطفال يوميًا.
“عندنا بالمدرسة أكثر من 400 أو 500 طفل، والطريق اللي بيمروا منه محفّر وخطر جدًا. طالبنا بمطبات حماية وما حدا استجاب”، يقول هلوب، مشيرًا إلى أن الحفر والأتربة تعيق حركة الأهالي وتعرض الأطفال لحوادث متكررة.
أما في مركز المدينة، فيبرز ملف الكهرباء كأحد أكثر القضايا إلحاحًا.
علي أحمد، صاحب محل لصيانة الموبايلات والأدوات الكهربائية، يقول إن الكهرباء تمثل “العصب الأساسي للتجارة والصناعة”، لكن الأسعار المرتفعة والانقطاعات المتكررة تجعل العمل شبه مستحيل.
“الكيلوواط التجاري بـ100 ليرة تركية، وهذا رقم كبير بالنسبة لرأس العين”، يوضح علي. “نحن منطقة مغلقة وتعاني من مشاكل اقتصادية، ومع ذلك الأسعار أغلى من تركيا أو مناطق أخرى. قالوا لنا إن السبب سرقات وتجاوزات، لكن لماذا يعاقَب المواطن الملتزم بالفواتير؟”.
ويؤكد تجار آخرون أن غلاء الكهرباء ينعكس مباشرة على الأسواق، فالمحال تُجبر على رفع الأسعار لتعويض تكلفة التشغيل، في وقت تراجع فيه دخل السكان بسبب ركود الاقتصاد المحلي.
بدوره، يشير خياط من المدينة إلى أن ارتفاع تسعيرة الكهرباء جعل استمرار المهنة أمرًا شبه مستحيل:
“كنا نعبي بـ100 ليرة تركي حوالي 120 كيلو، اليوم ما تطلع 17 كيلو. ما فينا نشغّل الماكينات ولا نلبي الطلبات. الكهرباء غالية بطريقة ما توصف، وهذا عم يخنق كل الحرفيين”.
ولا يقتصر التراجع على الكهرباء والطرقات، إذ يواجه السكان أيضًا مشاكل متكررة في ضخ المياه إلى الأحياء، خصوصًا في فصل الصيف. وتضطر بعض العائلات إلى شراء المياه من الصهاريج بأسعار مرتفعة خاصة بقرى الريف الجنوبي ذات الآبار الكبريتية، ما يزيد من الأعباء المعيشية في منطقة تشهد أساسًا ضعفًا في الدخل وفرص العمل.
تتبع مدينة رأس العين لمنطقة عملية “نبع السلام” التي تسيطر عليها فصائل من الجيش الوطني السوري بدعم تركي. ورغم مرور نحو خمس سنوات على العملية، يقول الأهالي إن الخدمات لم تشهد تحسنًا ملموسًا.
“الناس تعبت من الوعود”، يقول مهدي هلوب. “الطرقات مكسّرة، الكهربا غالية، والماء مقطوع، وكل جهة بتحمّل الثانية المسؤولية”.
لم تصدر الجهات الإدارية في رأس العين أي بيان رسمي حول شكاوى المواطنين المتعلقة بتسعيرة الكهرباء أو مشاريع الطرق ونقص الخبز في المدينة وريفها.
