في عالم التحليل السياسي، هناك من يتحدث بالمنطق والحقائق، وهناك من يبيع الأوهام والشعارات الرنانة. المحلل العبقري – المارشال الركن مشعل العدوي – اختار الطريق الثاني! لم يتحمل مطالب أهل الجزيرة بتسليط الضوء على معاناتهم، فانهال عليهم بالشتائم وكأنهم يطلبون المستحيل! لكن، هل نسي العدوي أن هذا الأسلوب لمشاهير “السوشال ميديا” ولا يناسب من يتحدث بالشأن العام كخبير ولا يخدم أحد؟!


🔎 ازدواجية المعايير وخطاب الاستعلاء

خطاب العدوي يعيد إلى الأذهان عبارات بعض السياسيين الأتراك عندما صعّدوا الخطاب العنصري ضد السوريين، قائلين: “أنتم هربتم من الحرب، لماذا لا تعودون لتحرير بلادكم؟” وكأنهم يجهلون أن إيران وروسيا تقاتلان نيابة عن بشار الأسد!

اليوم، يكرر العدوي نفس المنطق، ويطالب عرب الجزيرة بمحاربة الأمريكيين والتحالف الدولي من موقف ضعف، اعتمادًا على البنية العشائرية! لماذا ستتحرك العشائر دون حسابات منطقية؟!

وكأن الواقع يسمح بذلك! العشائر؟! هل سأل نفسه كم من السوريين كانوا صامتين عن فظائع نظام الأسد طمعًا في الرواتب؟!

ولماذا يُفترض – أيها الجنرال- أن يكون أهل الجزيرة مختلفين؟!

ثم يسأل مستنكرًا: لماذا لم يكن أهل الجزيرة مثل غيرهم قادرين على تحرير مناطقهم؟! بل على العكس، مناطقهم لم تشهد هذا الحجم من الارتباط بالرواتب-تحت حكم قسد- كما كان الحال في درعا أو حلب أو دمشق أو الساحل بعهد النظام الذي أعطى حتى فرص عمل حقول نفط الجزيرة لأبناء المناطق الداخلية والساحلية، حيث استُبعد أبناء الجزيرة حتى من إدارة حقول النفط التي تقع في مناطقهم!


⚠️ تجاهل الانتفاضات وحقيقة الصراع

في نفس الفيديو، يزعم العدوي أن “دمشق إذا حركت جيشها دون ضوء أخضر، ستُباد!” لكنه، في المقابل، يطالب أبناء الجزيرة بالتحرك على طريقة #فزعة_عشائر! ألا يدرك أن هناك انتفاضات شعبية حقيقية سقط فيها عشرات القتلى والجرحى في منبج، الرقة، الشدادي، الحسكة، الخابور، دير الزور؟! وآخرها هجوم جيش العشائر بقيادة الهفل، وما تبعه من حملة اعتقالات واسعة للقوات الكردية طالت شباب العكيدات!

العدوي، رغم تقديم نفسه كـ “محلل سياسي وعسكري واستراتيجي واجتماعي واقتصادي وووو…”، يتجاهل كل هذه المعطيات على الأرض، ويفضل رؤية المشهد من منظاره الخاص، حيث تتحرك الأمور وفق رغباته فقط!


🔴 الجزيرة السورية.. العودة بأي ثمن؟!

يا أيها #اليوتيوبر_الركن، الجزيرة ليست مسؤولية أبناء المنطقة وحدهم، فهناك عاصمة اسمها دمشق! لكن مشكلة أهل الجزيرة أنهم مستعدون لدفع أي ثمن لاستعادة مناطقهم، حتى دون التفكير في اليوم التالي! وهنا يجب طرح مجموعة من التساؤلات، فإذا كان الهدف هو استعادة المنطقة من قسد فقط لتسليمها إلى دمشق أو حلب، فماهي مصلحتهم:

ما هو دور أبناء المنطقة في إدارتها؟
هل ستُحترم خصوصيتها؟
هل سيُسنّ قانون يضع حدًا لخطاب الكراهية ضد الفراتيين وأهل الجزيرة؟
هل سيكون هناك حق لأبناء المنطقة في ثرواتهم؟
أم أن السيناريو الوحيد هو فتح طريق جديد للنزوح نحو دمشق وبيروت بحثًا عن العمل كما كان خلال حكم الأسد؟

قد يقول البعض إن هذا مجرد تفكير “غريب”، لكنه في الواقع تشخيص حقيقي للوضع، فبدون رؤية واضحة لمستقبل الجزيرة وأهلها، لا يمكن الحديث عن حلول ناجعة!

إذا لم تكن هناك ضمانات حقيقية لحقوق أبناء الجزيرة، فلماذا عليهم التخلي عن فكرة الإقليم الفيدرالي لصالح الحكم المركزي؟! هل ليبقوا في النهاية مواطنين من الدرجة الثانية، بل وربما الثالثة، ويواجهوا خطاب الكراهية والاستعلاء من الطرفين في كلا الحالين؟!فما المبرر؟!

لكن كما يقال بالعامية:
“في ناس تسوي لنفسها قيمة وهي ما تسوى!”
فأهل #الجزيرة، ماذا ينقصهم حقًا؟


🔹 شارك رأيك.. هل ترى مستقبلًا مختلفًا للجزيرة؟