قالت مساعدة الأمين العام للشؤون الإنسانية ونائبة منسق الإغاثة في حالات الطوارئ، جويس مسويا إنه بعد مرور 13 عاما على الصراع في سوريا تتزايد الاحتياجات الإنسانية في جميع أنحاء البلاد، ولا يزال أكثر من 7 ملايين شخص نازحين من منازلهم، ويحتاج أكثر من نصف السكان أو قرابة 13 مليون شخص، إلى المساعدات الغذائية.
وقالت مسويا في إحاطتها أمام مجلس الأمن إن معدل سوء التغذية الحاد بين الأطفال دون سن الخامسة ارتفع بمقدار ثلاثة أضعاف خلال السنوات الخمس الماضية، ونتيجة لذلك، “سيحتاج أكثر من نصف مليون طفل إلى علاج منقذ للحياة من سوء التغذية الحاد هذا العام”.
وأكدت أنه “بينما تحتفل العائلات في جميع أنحاء سوريا اليوم بعيد الأم، يتم تذكيرنا بأن النساء والفتيات في جميع أنحاء البلاد ما زلن يعانين من بعض أسوأ آثار الأزمة الإنسانية”.
وقالت إن زملاءها في سوريا التقوا مؤخرا العديد من النساء اللاتي كن يحتفلن ببداية شهر رمضان في حلب، ومنهن هناء، وهي أم لخمسة أبناء والتي تعتني أيضا بخمسة أحفاد أيتام. السيدة هناء قالت لفريق الأمم المتحدة إنه مضى عام تقريبا منذ أن حصلت عائلتها على اللحوم أو الجبن، وإنها تشعر بالقلق باستمرار بشأن إرسال أحفادها إلى المدرسة ببطون خاوية.
عواقب تراجع التمويل
ولفتت مساعدة الأمين العام للشؤون الإنسانية إلى أن عددا أكبر من الناس يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية في سوريا “الآن أكثر من أي وقت مضى خلال الأزمة”، منبهة إلى أنه رغم ذلك تراجع تمويل النداء الإنساني لسوريا لعام 2023 إلى مستوى قياسي منخفض، حيث حصل على أقل من 40% من التمويل المطلوب.
وأشارت إلى “العواقب مدمرة”، حيث اضطر برنامج الأغذية العالمي إلى خفض مساعداته الغذائية الطارئة ليتم تقديمها إلى مليون شخص فقط شهريا بدلا من 3 ملايين، وأن البرنامج لا يستطيع الآن سوى الوصول إلى ثلث الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد.
وأفادت بأنه في شمال غربي سوريا، أُجبر أكثر من 30 برنامجا للتغذية العلاجية للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية على الإغلاق منذ أكتوبر/تشرين الأول.
وتطرقت كذلك إلى استمرار ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتكاليف المعيشة في سوريا، فضلا عن تخفيض الخدمات الصحية الحيوية وارتفاع أسعار الأدوية بنسبة 200% في غضون عامين.
شمال غربي سوريا
وشددت المسؤولة الأممية على أن “ندرة الموارد لا تؤدي سوى إلى تعزيز أهمية تقديم المساعدات عبر جميع الطرق المتاحة”. وأفادت بأنه بالنسبة لـ 4.2 مليون شخص محتاج في شمال غربي سوريا، تستمر الاستجابة عبر الحدود من تركيا في لعب دور لا غنى عنه.
وأكدت مسويا أن توسيع نطاق عمليات التسليم عبر خطوط التماس في جميع أنحاء سوريا، بما في ذلك إلى الشمال الغربي، لا يزال يمثل أولوية قصوى. ودعت مساعدة الأمين العام للشؤون الإنسانية إلى وصول المساعدات الإنسانية بشكل مستدام ودون عوائق عبر جميع الطرق.
وأضافت أنهم بحاجة ماسة إلى التمويل اللازم لمواصلة المساعدات المنقذة للحياة وتوسيع نطاق التعافي المبكر.
وختمت إحاطتها بالقول “مجددا، ندعو إلى التزام متجدد وحقيقي بحل سياسي لإنهاء الصراع، على أمل أن ينعم الشعب السوري في العام المقبل بشهر رمضان يعمه السلام، مع عدد أقل من الخيارات المستحيلة”.