رأي عربان نت
في العاشر من الشهر الجاري تحدث المهندس رامي مخلوف عن إرسال كتاب إلى بشار الأسد رئيس السلطة القضائية والتنفيذية والعسكرية والأمنية في البلاد ليخبره بأن الأمر وصل مع “العصابات” أثرياء الحرب إلى تنفيذ تهديداتهم وببيع أملاكه وشركاته وصولاً إلى منزله ومنزل أولاده بعقود ووكالات مزورة!
وتساءل فإذا كان يا سيادة الرئيس يرضيك ذلك فلا كلام لي بعد ذلك؟!
عنما يتحدث مخلوف عن أسلوب عمل تلك العصابات ويعتبر نفسه “أهم ضحاياها” رغم مرور 10 سنوات على إعمال تلك العصابات بسلطات واسعة من أهمها السلطة الأمنية القتل والتدمير والتشريد بحق الشعب السوري، وهو يخبرنا عم إدراكه أنها ” سيف مسلط على رقاب الجميع دون استثناء”!
وهنا لن ندخل بحقيقة ماجرى بينه وبين ابن عمته ونكتفي بذكر مثل دارج في الجزيرة السورية “الزين بيهم ملعون والدين” فلا بشار الأسد سيكترث لرامي مخلوف والأخير لن سيقصر بتجاوز قوانين بلد كان يحكمه اقتصاديا مع أعمامه وأقربائه رغم ما شاهدناه في فيديو سابق يمثل دور “الدرويش” الذي يطلب من السوريين الدعاء لاتقاء شرور تنبأ بحدوثها بالجملة عام 2021 في بلد انهكته حرب كان جزءا منها حتى النهاية.
ومن الواضح أن رامي مخلوف يعيش حالة انفصام عن الواقع وهنا لا نشير لحديثه عن منزل له وآخر لأولاده في حين يعجز السوريون عن تأمين خيمة في عز الشتاء، بل نقصد أنه ما زال يرى نفسه بموقع أكثر أهمية لدى الحاكم والإله من شعب كامل قتل منه مئات الآلاف على يد جيش بشار الأسد ومرتزقة استجلبهم حلفاؤه بروسيا وإيران وشرد من السورين الملايين بينما بات من صمت في البداية حفاظا على نفسه وعياله ومصدر رزقه يقاسي القهر والذل والفقر والغربة في مدينته وحيه وقريته ضمن طوابير الخبز والمحروقات!
من الواضح أن أسطورة رامي مخلوف في عقول السوريين انهارت وتكشف غبار انهيار عملاق الاقتصاد عن “درويش” يرى أن دعاءه المنمق بلغة مقعرة يصل إلى الله أسرع من دعاء بسيط للأطفال اليتامى والنساء الثكالى والمظلومين رددوه بحرقة على مدى سنوات الثورة السورية “ما لنا غيرك يا الله” !
لو أدرك المهندس مخلوف معنى كلمة “ما لنا غيرك يا الله” لما طالب بتطبيق “أحكام ومواد الدستور التي كفلت وصانت الملكية الخاصة” -على حد تعبيره – ولا بـ”إعادة كامل الحقوق” ومعاقبة المجرمين “بأشد العقوبات ليكونوا عبرة لمن يعتبر”!