أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) بعودة حوالي 90 في المائة من الأفراد الـ 45,000 الذين نزحوا خلال الأعمال العدائية الأخيرة في الحسكة شمال شرق سوريا إلى منازلهم بعد انتهاء القتال هناك.
وأشار مكتب الأوتشا إلى أنه اعتبارا من 9 شباط/فبراير عاد 42,000 شخص إلى منازلهم وتحديدا في حيّي غويران والزهور، جنوبي المحافظة.
يأتي ذلك في أعقاب انتهاء الأعمال العدائية داخل مجمع سجن سيناء وفي محيطه، في 31 كانون الثاني/يناير، على الرغم من استمرار العمليات الأمنية والتفتيش.
وبحسب الوكالة الأممية، لا تزال 20 أسرة (100 شخص) موجودة في أحد المراكز الجماعية، فيما تظل 400 أسرة (2,000 شخص) أخرى نازحة لدى مجتمعات مضيفة، لأنها غير قادرة على العودة بسبب الضرر الذي لحق بالمنازل ونقص الخدمات العامة والمواد الغذائية في مناطقها، والقيود على الحركة بسبب العمليات الأمنية المستمرة.
أضرار كبيرة لحقت بالبنية بالتحتية
تم الإبلاغ عن أضرار كبيرة لحقت في البنية التحتية والخدمات العامة والخاصة حيث تواصل السلطات إجراء تقييمات في الأحياء المتضررة.
وتعتزم مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل فتح ملاجئ مؤقتة في غويران لإيواء العائلات التي دُمرت منازلها، شريطة تحسين وصول المساعدات الإنسانية.
في الثاني من شباط/فبراير، أجرت المديرية تقييما في غويران لتحديد نطاق الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية العامة والخاصة. وبحسب التقييم، تم تصنيف 20 منزلا، والعديد من المباني في جامعة الفرات (دائرتا الاقتصاد والهندسة المدنية) وصوامع زراعية ومركز تدريب مهني ومخبز الباسل، على أنها مدمرة.
سيتم نشر نتائج التقييم في الأيام المقبلة. وبحسب ما ورد، أدى تدمير مباني الجامعة واستمرار المشكلات الأمنية إلى تعطيل مواعيد الامتحانات.
© UNICEFفتاة صغيرة من حي غويران تلعب في الحسكة، شمال شرق سوريا.
انتهاء القتال في الحسكة
في 20 كانون الثاني/يناير، شن التنظيم على أحد السجون في الحسكة، مما مكّن العديد من السجناء، يُشتبه بانتماء كثير منهم إلى داعش، من الهروب وأدّى إلى اندلاع القتال بين التنظيم وقوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد، بما في ذلك في المناطق السكنية.
وسجن غويران هو واحد من أكبر مراكز الاعتقال في شمال شرق سوريا، وفيه ما يُقدّر بنحو 5,000 سجين من الذكور، والكثير منهم في الحبس الاحتياطي المطوّل أو الاعتقال.
أما التكوين الدقيق لنزلاء السجن فهو غير واضح، لكنّه يشتمل على العديد من مقاتلي داعش، بمن فيهم أفراد من جنسيات سورية وعراقية.
وفي 25 كانون الثاني/يناير، قالت مفوضية حقوق الانسان إن الأحداث في سجن غويران بالحسكة سلّطت الضوء على أوضاع المدنيين المقلقة هناك، وظروف آلاف السجناء اليائسة في تلك المراكز، وما تمر به العائلات المحتجزة في مخيمات النزوح، إضافة إلى وضع الأطفال العالقين في القتال.