قال مظلوم عبدي قائد القوات الطردية (قسد) الجمعة إن قواته منفتحة على الحوار مع الحكومة السورية بهدف التوصل إلى تسوية تقوم على مبدأ اللامركزية السياسية، لكنه شدد على أن أي عملية لدمج قوات “قسد” ضمن الجيش السوري يجب أن تكون جزءاً من اتفاق سياسي شامل يعترف بحقوق سكان شمال وشرق البلاد.

وأضاف عبدي، في مقابلة مع قناة “شمس” الكردية، أن المرحلة الحالية “تاريخية”، وأن المكونات الكردية سيكون لها “دور فاعل في مستقبل سوريا”. وأكد أن “بناء سوريا جديدة لا يمكن أن يتم دون الاعتراف الكامل بحقوق جميع المكونات”، مشدداً على رفضه لـ”أي تهميش جديد للكرد”.

وأشار إلى أن التحالف الكردي، المكون من المجلس الوطني الكردي والإدارة الذاتية، يعمل حالياً على تشكيل وفد تفاوضي مشترك للحوار مع الحكومة السورية حول مسألة الفيدرالية، لافتاً إلى أن “اتفاق 10 آذار” لا يتضمن بنوداً واضحة حول الفدرالية، لكنه يشكل أرضية للتفاهم مع دمشق.

وفيما يتعلق بالعلاقات الإقليمية، نفى عبدي وجود أي علاقة له مع إسرائيل، لكنه أشار إلى أن “تطبيع العلاقات مع تل أبيب” كان أحد الشروط المطروحة في لقاء الرئيس السوري أحمد الشرع والرئيس الأميركي دونالد ترامب بالسعودية.

وعن المخاطر الأمنية، حذّر عبدي من أن “خطر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) لا يزال قائماً ويجب التعامل معه بجدية”، مضيفاً أن “تهديد الهجوم على مناطق شمال شرق سوريا ما زال قائماً”، وأن قواته “ما زالت في مواقع التماس”، في ظل مفاوضات جارية مع دمشق حول ترتيبات أمنية وسياسية.

كما كشف عبدي عن وجود قنوات اتصال مفتوحة مع تركيا، وأبدى استعداده للقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان “إذا كان ذلك يخدم استقرار المنطقة”، وفق تعبيره.

وأكد القائد الكردي أن الحلول السريعة أو الشكلية “مرفوضة”، وأن قواته “لن تقبل بأي ترتيبات تُعيد الوضع إلى نقطة الصفر”، مؤكداً التمسك بـ”مكتسبات الإدارة الذاتية”.

وقال القائد إن الأكراد لا يسعون للانفصال، بل لحل سوري شامل يضمن مشاركة كافة الأطياف، معتبرًا أن “التجربة المريرة التي خاضها السوريون خلال العقد الماضي يجب أن تدفع نحو دولة عادلة تتجاوز نموذج الحزب الواحد والحكم المطلق”.