(دجلة) – تواجه الناشطة الكردية السورية روناك العلي، المقيمة في بلجيكا، حملة تشهير واسعة منذ انتقادها لحزب العمال الكردستاني (PKK) والإدارة الذاتية الكردية شرق سوريا، حيث تعرّضت لسيل من الاتهامات والشتائم النابية من أنصار قوات سوريا الديمقراطية (قسد) على وسائل التواصل الاجتماعي، شملت التشكيك في أخلاقها وولائها السياسي.

وفي أحدث تطور، ردّت العلي على هذه الاتهامات بمقطع فيديو، أكدت فيه أن ما يُنشر بحقها مجرد افتراءات لا أساس لها من الصحة، متهمة جهات مقربة من الإدارة الذاتية بالوقوف وراء محاولة تشويه سمعتها وإسكات صوتها.

بدأت القصة في 16 شباط، حين اتهمت روناك العلي الإدارة الذاتية بممارسة الترهيب والتضييق على والدها وعلى المعارضين، وذلك بمقطع فيديو انتقدت فيه سياسات الحزب ودوره في المنطقة.

وقالت العلي، التي تنحدر من مدينة القامشلي وتحمل شهادة في الهندسة المدنية، إنها تتعرض لحملة تهديدات على وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرةً إلى أن والدها في سوريا تعرّض لضغوط دفعته إلى الطلب منها مسح المنشورات الناقدة على صفحات موقع فيسبوك قبل الظهور في تسجيل مصوّر نشره أنصار قسد أعلن فيه التبرؤ منها بعد تسجيلها الأخير

واتهمت الناشطة حزب الاتحاد الديمقراطي الجناح السوري للعمال الكردستاني بارتكاب انتهاكات بحق الأكراد في سوريا، تشمل تجنيد الأطفال، قمع المعارضين، فرض إيديولوجيات معينة، والتضييق على الحريات الدينية، مضيفةً أن الحزب يروج لسياسات “إقصائية” تحت غطاء الديمقراطية، على حد تعبيرها.

قالت العلي إنها تعرضت لتهديدات بسبب تصريحاتها حول دور الحزب في المنطقة. وأوضحت أن التنظيم، المصنف إرهابياً في عدة دول، يُجبر القُصّر على الانضمام إلى صفوف (قسد)، ويدفع الأكراد إلى “حروب لا علاقة لهم بها”، على حد تعبيرها.

وأضافت الناشطة أن الحزب ينتهج سياسة إقصائية ضد معارضيه، حيث يُزجّ بالمنتقدين في السجون أو يُجبرون على الهجرة، متهمةً إياه بـ”فرض إيديولوجيات سياسية واجتماعية بعيدة عن ثقافة المجتمع الكردي المسلم في سوريا ويحرضه على كراهية العرب والمسلمين”.

كما زعمت أن الحزب يستهدف الأكراد المتدينين، ويدمر حياة النساء اللواتي يحملن السلاح للقتال إلى جانب مسلحي الحزب، ليقال للمجتمع الدول بأنهم يحافظون على حقوق المرأة.

تضامن ودعوات للتحقيق

أثار الفيديو الذي نشرته العلي موجة من ردود الفعل بين النشطاء والمعارضين السوريين، حيث دعا عدد من الشخصيات الكردية والعربية إلى التضامن معها، مندّدين بما وصفوه بـ”الترهيب الممنهج” لانصار قسد ضد منتقدي الإدارة الذاتية.

وقال الناشط السياسي السوري جمال الدين حمي، في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي، إن العلي تواجه “حملة تشهير وضغوط نفسية”، داعيًا إلى فتح تحقيق في الممارسات التي اتهمت بها حزب العمال الكردستاني والإدارة الذاتية.

الإدارة الذاتية لم تصدر تعليقًا رسميًا

ولم يصدر أي تعليق رسمي من قوات سوريا الديمقراطية (قسد) حول هذه الادعاءات ولا حتى من الإدارة الذاتية الكردية، التي تقول أنها تمثل نموذجًا للحكم الذاتي يسعى إلى تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان لجميع المكونات في المنطقة.

ويُذكر أن حزب العمال الكردستاني، الذي يتخذ من جبال قنديل شمال العراق مقرًا له، مصنف كمنظمة إرهابية في كل من تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، في حين تنفي الإدارة الذاتية بالجزيرة السورية أي صلة تنظيمية به، مؤكدةً أنها كيان مستقل رغم دعواتها سنويا لمسيرات في 15 شباط تنديدا باعتقال عبد الله أوجلان.