– محمد الشيخ علي
يتحرك محمد إلى الأمام والخلف ويدور ويدخل البيت دون حاجة لمساعدة أحد وبكل سهولة بفضل كرسي كهربائي أمنته جمعية شهداء الشعيطات بريف دير الزور.
يقول محمد ناصر الحسين (16 عاما) إن فقد ساقيه بسبب الألغام زرعها تنظيم الدولة الإسلامية، الذي أعدم والده عام 2014.
خفف الكرسي الكهربائي معاناة محمد، التي تمثل جزءا مما يقاسيه الأطفال الأيتام الذين تحاول جمعية “أبو حمام” تخفيف الأعباء المادية عنهم رغم عدم اعتبار المجلس المدني التابع للإدارة الذاتية آبائهم من “عوائل الشهداء” وبالتالي لا يحصلون على تعويضات أو رواتب.
ويرى الفتى أن حلمه بالوصول إلى المدرسة بجهد أفل ودون أن يحتاج مساعدة أحد بات حقيقة، بعد أن كان يستغرق الوصول إلى المدرسة ساعة وأكثر.
بعد أن جمع مسؤولو الجمعية نصف المبلغ لشراء كرسي للفتى محمد ذهبت الجهود أدراج الرياح بعد فقدان المبلغ إثر مداهمتها “قسد” لمنزل رئيس الجمعية، ليعاد جمع المبلغ عبر التبرعات من جديد و شراء الكرسي في النهاية.
وأصبح محمد قادرا على الحركة ويسعى للتدرب على مهنة تجعله قادرا على العمل خلال العطلة الصيفية كي يعيل الأسرة مع شقيقه الأصغر.
رغم أنه كرسي متحرك ولكن بالنسبة لمحمد أصبح خطوته الأولى نحو الانطلاق للحياة من جديد والتنقل بحرية أكثر الحرية.
بعد تحقيق محمد لحلمه يأمل آلاف الأطفال في سوريا عموما والمئات في منطقة الجزيرة السورية خصوصا الحصول على أطراف صناعية أو كراسي كهربائية متحركة لبدء حياتهم من جديد.