استقبل الرئيس السوري أحمد الشرع، اليوم الخميس، وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في العاصمة دمشق، في زيارة رسمية تناولت تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون في ملفات إقليمية أبرزها إعادة إعمار سوريا، بحسب ما أفاد بيان لوزارة الخارجية الأردنية.
وجاء في البيان أن الصفدي نقل إلى الرئيس الشرع تحيات العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، و”رسالة شفوية أكدت الحرص على تعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين، ودعم الأردن لسوريا وأمنها واستقرارها، والوقوف معها في عملية إعادة البناء”.
وأعرب الرئيس الشرع، من جانبه، عن “تقديره لدعم الأردن”، مشدداً على رغبة دمشق في تطوير علاقاتها مع عمّان بما يخدم مصلحة الشعبين، وفق البيان ذاته.
وقالت رئاسة الجمهورية العربية السورية أن الرئيس أحمد الشرع استقبل وزير الخارجية الأردني في قصر الشعب بعد أن استقبله وزير الخارجية أسعد الشيباني بمقر الوزارة فالعاصمة دمشق.
محادثات موسعة
وعقد الصفدي لاحقاً محادثات مع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، ركّزت على تفعيل مخرجات لقاء القمة الذي جمع الملك عبدالله والرئيس الشرع في عمّان في 26 شباط/فبراير الماضي، إلى جانب تعزيز التنسيق في الملفات الأمنية والاقتصادية.
وصدر عن الاجتماع بيان مشترك أكّد فيه الوزيران متانة العلاقات التاريخية المتجذّرة بين الأردن وسوريا، وأهمية ترجمة توجيهات قيادَتَي البلدين المُستهدِفة تطوير علاقات البلدين في عملٍ مؤسساتيٍّ يعود بالخير عليهما وعلى المنطقة.
وأوضح البيان أن الجانبين اتفقا على تشكيل مجلس تنسيق أعلى يضم في عضويته قطاعات متعددة من بينها الطاقة والصحة والصناعة والتجارة والنقل والزراعة والمياه وتكنولوجيا المعلومات والاتصال والتعليم والسياحة، وعلى أن يعقد المجلس أولى اجتماعاته خلال الأسابيع القادمة.
الوزير الصفدي عبر حسابه الرسمي على منصة إكس وصف محادثاته في دمشق مع نظيره السوري أسعد الشيباني بـ”الأخوية والمثمرة”، معلناً الاتفاق على تشكيل مجلس أعلى للتنسيق بين البلدين.
وأكد الصفدي دعم الأردن الكامل لسوريا في جهود إعادة البناء، ونقل تحيات الملك عبدالله الثاني إلى الرئيس أحمد الشرع، الذي ثمّن بدوره دعم الأردن وحرصه على تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين.
وأكد الصفدي خلال اللقاء دعم بلاده “المطلق” لسوريا في عملية إعادة البناء عبر حل سوري – سوري، يضمن وحدة البلاد وسيادتها، ويضع حداً لمعاناة السوريين، كما دعا إلى وقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، واعتبرها “خرقاً واضحاً للقانون الدولي”.
تعاون أمني وتجاري
وقال وزير الخارجية أسعد الشيباني في تغريدة على منصة “X”:أنه أجرى نقاشاً مثمراً حول عدد من القضايا التي تهم سوريا والأردن، مضيفا و”نؤمن أن تعزيز التعاون السوري الأردني يصب في مصلحة شعبينا ويساهم في استقرار منطقتنا وازدهارها”.
وأوضح ” انتقلنا بعد ذلك إلى نقاش مثمر مع السيد الرئيس أحمد الشرع تناولنا فيه التحديات التي تواجه منطقتنا وسبل التعاون المشترك لمواجهتها بما يعزز الأمن ويسهم بتطوير العلاقات السورية الأردنية”.
في الشق الأمني، قال البيان الأردني أن الوزير الشيباني شدد على “ترابط الاستقرار بين البلدين”، وأكد التزام سوريا بـ”عدم المساس بأمن المملكة”، وتوسيع التعاون في مواجهة تهريب المخدرات والسلاح، ومكافحة الإرهاب.
كما ناقش الوزيران آليات تفعيل مخرجات مؤتمر دول الجوار لمحاربة داعش، الذي استضافته الأردن في 9 آذار/مارس الماضي، وأعربا عن ارتياحهما إزاء التبادل التجاري المتزايد بين البلدين.
واتفق الوزيران على مواصلة التنسيق وعلى تفعيل التواصل بين الوزارات والمؤسسات المعنية بين البلدين في الفترة القادمة؛ لاتخاذ الخطوات اللازمة لزيادة التعاون.