قالت مساعدة الأمين العام للشؤون الإنسانية، جويس مسويا، الجمعة إن التحديات المعقدة التي تواجه سوريا تحدث في ظل “واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم”، حيث يعاني ما يقرب من ثلاثة أرباع السكان من العوز، ويواجه أكثر من نصفهم انعدام الأمن الغذائي، ولا يزال هناك حوالي سبعة ملايين نازح في البلاد.

وفيما رحبت بالانخفاض الكبير في الأعمال العدائية، أكد السيدة مسويا على ضرورة التركيز بشكل واضح على “تهدئة الصراع حيثما يستمر وضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية”.

وقالت إن تحسن الوضع الأمني في أجزاء من محافظة حلب وشمال شرق سوريا في الأسابيع الأخيرة – عقب الاتفاقات التي تم التوصل إليها بين السلطات الانتقالية وقوات سوريا الديمقراطية – كانت له فوائد ملموسة للمدنيين، بما في ذلك العمل الذي تقوم به اليونيسف وشركاء آخرون لتوسيع إمدادات الطاقة من سد تشرين.

إلا أنها أشارت إلى استمرار ورود تقارير عن حوادث تؤثر على المدنيين في المناطق الساحلية، على الرغم من التحسن الملحوظ في الوضع الأمني هناك، واستمرار الغارات الجوية الإسرائيلية والتوغلات في المحافظات الجنوبية، مما أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين في بعض الحوادث.

سلّطت المسؤولة الأممية الضوء على المساعدات الحيوية التي تقدمها المنظمة وشركاؤها لملايين الأشخاص شهريا، بما في ذلك المساعدات الصحية والغذائية والمأوى، وإزالة الذخائر غير المنفجرة، من بين خدمات أخرى.

وقالت إن المجتمع الإنساني يواصل اتباع جميع السبل المتاحة لتقديم المساعدة بأقصى قدر ممكن من الكفاءة، إلا أنها شددت على الحاجة الماسة إلى مزيد من التمويل لاستدامة هذا العمل، “ناهيك عن توسيع نطاقه”.

وأضافت: “حتى الآن، تلقينا 186 مليون دولار أمريكي – أي أقل من 10% من متطلبات النصف الأول من عام 2025. وهذا لا يزال يُترجم إلى عواقب وخيمة على استجابتنا”.

وأشارت السيدة مسويا إلى أن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين تتوقع تقليص فريقها في سوريا بنسبة 30%، وأن 122 من مراكزها المجتمعية ستُغلق بحلول الصيف دون تمويل، “في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى دعم عودة اللاجئين”. 

وأضافت أن برنامج الأغذية العالمي حذّر من حاجته إلى 100 مليون دولار لتجنب انقطاع المساعدات الغذائية في آب/ أغسطس، وأن العديد من المنظمات غير الحكومية – وخاصة في شمال شرقي سوريا – تواجه نقصا مُقلقا للغاية في الموارد.

وشددت السيدة مسويا على ضرورة الحفاظ على “زخم الاستثمار” في تعافي سوريا وتنميتها. وقالت: “بدون ذلك، سيتجاوز حجم الاحتياجات الإنسانية قدرتنا على الاستجابة لها بكثير. وملايين اللاجئين والنازحين داخليا الذين أعربوا عن رغبتهم في العودة إلى ديارهم سيظلون مترددين بسبب نقص الخدمات الأساسية وفرص كسب الرزق، والأمل في اغتنام هذه الفرصة الحاسمة لبناء مستقبل أكثر ازدهارا معرض لخطر التلاشي”.