أعلن وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني يوم الثلاثاء أن الحكومة السورية وضعت “خارطة طريق واضحة” لمعالجة تداعيات أحداث محافظة السويداء الأخيرة، تشمل خطوات عملية لإعادة الاستقرار بدعم من الأردن والولايات المتحدة.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك في دمشق جمعه بنائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي والمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس باراك، قال الشيباني إن الخطة ترتكز على سبع نقاط رئيسية، من بينها “محاسبة المسؤولين عن الاعتداءات على المدنيين بالتنسيق مع المنظمات الأممية”، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون انقطاع، إضافة إلى “تعويض المتضررين، وإعادة إعمار القرى والبلدات المتضررة، وتسهيل عودة النازحين”.
وأضاف أن الخارطة تتضمن أيضًا “إعادة الخدمات الأساسية، ونشر قوات محلية من وزارة الداخلية لحماية الطرق وتأمين حركة التجارة والتنقل، والعمل على كشف مصير المفقودين وإعادة المحتجزين إلى عائلاتهم، وأخيرًا إطلاق مسار للمصالحة الداخلية يشارك فيه أبناء السويداء بمختلف مكوناتهم”.
وأكد الشيباني أن الدعم الأردني والأمريكي يمثل “رافعة وطنية تسهم في تسريع خطوات إعادة الاستقرار في الجنوب السوري”، مضيفًا أن “المبادرة تهدف إلى إعادة جسور التواصل وتعزيز الوحدة الوطنية ومنع تكرار المآسي”.
من جانبه، شدد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي على أن “وحدة سوريا وأمنها واستقرارها ركيزة لأمن المنطقة”، مشيرًا إلى أن “أمن الجنوب السوري امتداد مباشر لأمن الأردن”. وأكد أن عمّان “ترفض أي تدخل خارجي في الشأن السوري”، مندّدًا بالاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، ومعتبرًا أن إسرائيل “الجهة الوحيدة التي لا تريد لسوريا أن تستقر”.
وقال الصفدي إن بلاده تعمل “بالتنسيق الكامل مع الأشقاء في سوريا” لدعم عملية المصالحة في السويداء، مضيفًا: “سوريا الآمنة المستقرة هي ضمان لأمن واستقرار المنطقة برمتها، وهذا ليس موقف الأردن وحده بل موقف عربي ودولي راسخ”.
أما المبعوث الأمريكي توماس باراك فأعلن التزام بلاده “بدعم الحكومة السورية في جهودها لتحقيق الأمن والاستقرار”، مشيرًا إلى أن واشنطن “تعاونت مع دمشق وعمّان للتوصل إلى خارطة الطريق بشأن السويداء”.
وأضاف باراك أن “الاستقرار في سوريا يتحقق عبر بناء الثقة والأمل والتسامح بين جميع السوريين”، وكشف أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتخذ في مايو الماضي قرارًا برفع العقوبات عن سوريا، “من أجل تمكينها من استغلال مواردها الخاصة وإعادة البناء اعتمادًا على إمكانياتها الذاتية”.
وأكد أن خارطة الطريق الجديدة “تشكل مثالًا على التزام الولايات المتحدة بدعم سوريا”، معتبرًا أن “الخطوات العملية التي اتخذتها الحكومة السورية تمثل لحظة تاريخية على طريق استعادة السلم الأهلي”.
وقال الشيباني في ختام المؤتمر إن “السويداء لجميع أبنائها”، متعهدًا بإعادة الحياة الطبيعية إليها “بعيدًا عن الخلافات والنعرات”، وداعيًا إلى تغليب لغة العقل والمصلحة الوطنية.