دمشق (دجلة) – أعلنت القيادة العامة في سوريا، يوم الجمعة، تعيين أحمد الشرع رئيسًا للمرحلة الانتقالية، ليتولى مهام رئاسة الجمهورية ويمثل البلاد في المحافل الدولية، وذلك في أعقاب إعلان انتصار الثورة السورية وإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، الذي حكم البلاد لأكثر من عقدين.

وجاء في بيان العقيد حسن عبدالغني، الناطق باسم إدارة العمليات العسكرية، أن المرحلة القادمة ستشهد إعادة هيكلة شاملة لمؤسسات الدولة، حيث سيتم إلغاء العمل بدستور 2012، وحل مجلس الشعب والأجهزة الأمنية والعسكرية التابعة للنظام السابق، مع إعادة بناء الجيش السوري على “أسس وطنية”. كما قررت السلطات الانتقالية حل حزب البعث العربي الاشتراكي والأحزاب المتحالفة معه، إضافة إلى دمج الفصائل العسكرية والأجسام السياسية في مؤسسات الدولة الجديدة.

أولويات المرحلة الانتقالية

قال الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، في كلمة امام “مؤتمر إعلان انتصار الثورة السورية” في قصر الشعب بدمشق، إن الأولوية القصوى في المرحلة الراهنة هي ملء فراغ السلطة، وضمان السلم الأهلي، وإعادة بناء مؤسسات الدولة، وتحقيق تنمية اقتصادية شاملة.

وأضاف الشرع: “كسرنا القيد بفضل الله وحُرر المعذبون، ونفضنا عن كاهل الشام غبار الذل والهوان، وأشرقت شمس سوريا من جديد”. وأكد أن النصر الذي تحقق ليس مجرد نهاية لمرحلة، بل بداية لمسؤولية ثقيلة تتطلب جهودًا مكثفة لإعادة الإعمار وبناء مستقبل جديد للبلاد.

تحولات في السياسة الخارجية


في أول تصريح رسمي بعد إعلان التغييرات السياسية، قال وزير الخارجية أسعد الشيباني في كلمته بالمؤتمر إن سوريا ستنتهج سياسة خارجية “هادفة ومتعددة الأبعاد”، تهدف إلى طمأنة المجتمع الدولي، وتعزيز الشراكات الإقليمية والدولية، وخفض التوترات في المنطقة.

وأكد أن الحكومة الانتقالية نجحت في تحقيق استثناءات من العقوبات الغربية المفروضة على سوريا، مما سيسرع عملية التعافي الاقتصادي ويشجع الاستثمارات والمساعدات الدولية.

وأضاف الشيباني أن سوريا تسعى إلى استعادة دورها الإقليمي من خلال تعزيز العلاقات مع الدول المجاورة، والعمل على إرساء السلام في المنطقة، مشيرًا إلى أن التحديات الحالية تتطلب “موقفًا متزنًا وحكيمًا” في السياسة الخارجية.


اندلعت الثورة السورية ضد بشار الأسد عام 2011، ضمن موجة “الربيع العربي”، مطالبة بإصلاحات سياسية، لكنها قوبلت بحملة قمع عنيفة من قبل النظام، مما أدى إلى تصعيد الصراع وتحوله إلى حرب طاحنة أودت بحياة مئات الآلاف، وشردت الملايين داخل البلاد وخارجها.

وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024 بسطت فصائل عسكرية سورية سيطرتها على دمشق بعد معارك السيطرة على حلب وحماة وحمص ومدن أخرى، منهية 61 عاما من نظام حزب البعث الدموي، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.