وقّع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية (KSrelief) اتفاقية بقيمة 5 ملايين دولار أمريكي، يوم الاثنين، تهدف إلى إعادة تأهيل 33 مخبزًا عامًا في ثماني محافظات سورية، في خطوة تهدف إلى تعزيز إنتاج الخبز ومواجهة تفاقم انعدام الأمن الغذائي بعد أربعة عشر عامًا من النزاع.
وأُعلن عن المشروع على هامش المنتدى الإنساني الأوروبي 2025، وسيُنفَّذ في محافظات ريف دمشق، درعا، السويداء، اللاذقية، حمص، حماة، دير الزور، وحلب، مع التركيز على المناطق التي تضم نسبًا عالية من النازحين داخليًا والعائدين والسكان الأكثر ضعفًا.
وبحسب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فإن المشروع من المتوقع أن يخدم بشكل مباشر نحو 1.4 مليون شخص، ويؤمن 350 فرصة عمل. كما سيرفع القدرة الإنتاجية للخبز من 265 طنًا إلى 473 طنًا يوميًا، مع إدخال 13 خط إنتاج حديث لتحسين جودة الخبز، ورفع معاييره من حيث النظافة والقيمة الغذائية والثبات في الإنتاج.
صرّح أخيم شتاينر، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي:
“لقد أثّرت الأزمة في سوريا بشكل عميق على مختلف جوانب الحياة. وفي هذا السياق، فإن ضمان إنتاج مستدام للخبز، باعتباره غذاءً أساسيًا للسوريين، يُعدّ خطوة أساسية نحو تعزيز الأمن الغذائي وإطلاق مسار التعافي.”
ويُعاني أكثر من 12.4 مليون سوري، أي ما يزيد على 60% من السكان، من انعدام الأمن الغذائي، وفقًا للأمم المتحدة. وقد أدى تضرر المخابز العامة خلال سنوات الحرب، وغياب الموارد الكافية لإعادة تأهيل البنية التحتية، إلى تعميق أزمة الحصول على الخبز بأسعار مقبولة في العديد من المناطق.
وسيستمر تنفيذ المشروع لمدة 14 شهرًا، ويتضمن أعمالًا إنشائية، وتركيب معدات جديدة، وتدريب العاملين. وخلال فترة التأهيل، سيتم ضمان استمرارية الإنتاج عبر تعزيز الطاقة التشغيلية للمخابز المجاورة، لتفادي حدوث أي انقطاع في الإمداد.
من جهته، قال الدكتور عبد الله الربيعة، المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة:
“تشكل هذه الشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي استجابة منسّقة ومتعددة القطاعات لأزمة الأمن الغذائي في سوريا، من خلال تأمين الوصول إلى الأغذية الأساسية ودعم إعادة تأهيل البنى التحتية الحيوية لنظم الغذاء.”
كما وصف المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة، الاتفاق بأنه “استجابة منسقة ومتعددة القطاعات لأزمة الأمن الغذائي المتفاقمة في سوريا”، مؤكدًا التزام المملكة بدعم جهود التعافي المستدام وإعادة تأهيل البنية التحتية الحيوية في البلاد.