تسويق 4500 طن

قال رئيس مركز الصخرات، محمد أحمد الغران لـ”دجلة”: إن مؤسسة الحبوب ستستلم كامل إنتاج منطقة نبع السلام عبر مراكز الصخرات وتل أبيض ورأس العين والسفح، مشيراً إلى وجود استعدادات لتجهيز مركز الدهليز تمهيداً لافتتاحه لاحقاً.

وأوضح الغران أن مركز الصخرات بدأ باستقبال محاصيل المزارعين بتاريخ 13 حزيران 2025، وذلك عقب قرار الحكومة المركزية في دمشق باستلام محاصيل نبع السلام. وأضاف أن الكميات المسوقة حتى تاريخ 21 حزيران الجاري تبلغ نحو 4500 طن.

وقال الغران: “حالياً، الآلية المتبعة هي أن السائقين يصفّون على الدور بشكل نظامي، ونأخذ الأول فالأول. من ناحية الخبراء، الأمر ماشي بالطريقة الصحيحة، كل إنسان يأخذ حقه بالمركز. ترقيم الدرجات نظامي ومئة بالمئة، وكل واحد ماخِذ حقوقه إن شاء الله”.

وأضاف: “يمكن بقي لدينا كمية قليلة ونغلق الصويمعات، بعدها نفتح لاستلام عادي للعراء، يعني نستلم مجول (كياس)، حسب توجيهات الحكومة المركزية”.

وأكد أن السعر مجزٍ للفلاحين، قائلاً: “الكل يسوق، الفلاح هو يسوق محصوله بشكل مباشر لا عبر التجار دون أي مشاكل بالمركز. عملية الدور، آلية الدور إلى الآن كل شيء يسير بطريقة صحيحة”.

وأشار الغران إلى أن المؤسسة ستستلم المحاصيل في كامل منطقة نبع السلام، قائلاً: “حالياً في رأس العين يوجد مركزين: مركز للصنف الطري في المدينة، وفي مركز السفح للقاسي، يعني المنطقة مغطاة بالكامل، لافتا إلى وجود مركزين في تل أبيض ، الأول للصنف الطري في المدينة والصخرات للقاسي مع احتمال افتتاح مركز الدهليز أيضاً حال تجهيزه”.

تحديد الدرجات

قال أحمد المحمود، أحد الخبراء في صويمعة الصخرات لـ”دجلة”: إن عمليات فحص القمح المسوق من قبل المزارعين تسير وفق إجراءات دقيقة ومنظمة تعتمد على نظام ترميز سري وعينات مزدوجة، بهدف ضمان الشفافية والعدالة في تحديد درجات المحصول المستلمة من منطقة نبع السلام.

وأوضح “نقسم عينة القمح إلى قسمين، قسم يُرسل إلى الغرفة السرية، والقسم الثاني يأتي إلينا لتحليله. نحن هنا خبراء التحليل، نستلم العينة برقم سري، ونجري تحليل مباشر بحجم ووزن موحد، والنتائج تظهر فورياً”.

وأضاف: “رفضنا سيارات محمّلة بالمحصول لأن العينات تجاوزت الحد المسموح به من الأتربة، حسب تعليمات المؤسسة العامة، حيث يجب ألا تتجاوز نسبة الأتربة الحد 3%. أي تجاوز يُرفض فوراً”.

وأوضح الخبير أن العملية تستغرق نحو ربع ساعة فقط، تشمل الوزن والتحليل وتحديد نسبة الشوائب والمواد الغريبة، ومدى البلورية في الحبّة. وقال: “بعض العينات تُظهر نسبة بلورية تقارب 65%، ما يجعلها صالحة للتصدير وتُصنف من الدرجة الأولى”.

وأشار إلى أن القمح الوارد للمركز يتميز بجودة عالية، قائلاً: “الدرجة الأولى أكثر شيء، والثانية موجودة بشكل أقل، أما الثالثة والرابعة فهي نادرة جداً. الموسم ممتاز، والحب نظيف، والفلاح راضٍ”.

وفي سياق متصل، قال خبير ثانٍ في المختبر التحليلي بالمركز: “قمنا بتحليل عينة رقم 187، بعد وزنها بـ50 غراماً وأدخلناها إلى جهاز الغربلة والتحليل. سجلت نسبة الشوائب 0.43، وهي درجة أولى قمح قاسي”.

وأوضح أن عملية التقييم تشمل عناصر متعددة، منها كسر الحبة، نسبة الشعير، والمواد الغريبة. وأكد أن العينات التي تحمل درجات تُحوّل إلى “الغرفة السرية” لإعادة التحليل قبل اتخاذ قرار نهائي بشأنها.

وختم بالقول: “نرسل النتائج إلى قسم الاستلام ليتم تسجيل الدرجة بدقة، وتُفرغ في الخلية المناسبة حسب التصنيف. هذا يضمن سير العملية بسلاسة ويحقق العدالة للمزارعين”.

شكاوى السائقين: “محسوبيات بالدور”

قال “رامي “أبو نبال” وهو سائق شاحنة لـ”دجلة”: إن الموسم الزراعي الحالي شهد تنظيمًا أفضل من السنوات السابقة، لكن تأخر الدور وكثرة الانتظار تسببا بخسائر مادية كبيرة للسائقين، في ظل ارتفاع تكاليف التشغيل.

وقال السائق، إن رئيس المركز حلّ كثير من المشكلات التي حصلت في البداية، خاصة موضوع تسجيل الأسماء على الدور، لكنه يقف منذ خمس أيام ولم يباشر بتفريغ حمله، وهذا سبب له ضررا في “حركة السيارة والدولاب وأعطال”.

وأشار السائق إلى أن كلفة شراء المازوت 200 دولار، موضحًا: “اليوم أقصر مسافة تكلف 100 لتر … المازوت والهدر والدولاب، والسيارة حقها 50 ألف دولار واقفة 12 شهر لتعمل 10 أيام، فــ “10 دولارات تعتبر لا شيء بالنظر للمكافأة التي سيحصل عليها الفلاح عن كل طن 130 دولارا”.

مطالبات بمكتب نقابي

قال سائق آخر : إن الحصار المفروض على المنطقة وغياب التنظيم النقابي يضاعفان من معاناة السائقين، مؤكدًا أن أسعار قطع الغيار تضاعفت، وأن كثيرًا من الشاحنات مهددة بالتوقف بسبب ارتفاع تكاليف الصيانة وعدم توفر الدعم الفني والميكانيكي.

وقال السائق، الذي تحدث لـ”دجلة”: “نحن مظلومين من كل الجهات… قطع الغيار صارت بالدبل، وتحتاج لفترة طويلة لتصل بسبب الحصار… وكل تأخير يكلفنا أضعاف”.

وأشار إلى أن أغلب الشاحنات العاملة حالياً تساوي أكثر من 50 ألف دولار، لكنها تحتاج إلى صيانة لا تقل عن 10 آلاف دولار حتى تعود للعمل بشكل فعّال، مضيفًا:
“السيارات واقفة من أربع سنين، بدون شغل، والموسم الحالي مجرد عشرة أيام شغل…نطالب بإنشاء مكتب نقابي ينظم العملية، يسهّل للشاحنات، ويعطي كل سائق حقه بدل هالطحش وهالمحسوبيات”.

وانتقد السائق ما وصفه بتدخلات شخصيات محسوبة على جهات نافذة، قائلاً:
“صار في ناس تطلع وتقول أنا فلان تبع فلان، وهاي سيارتي بتشتغل مع فلان، أنا بضاعتي من طرف فلان. إحنا ضد الواسطة، وصاحب المحسوبيات لازم يطلع برّا البلد”.

وأضاف أن تأخر الدور يوصل أحيانًا إلى خمسة أيام، ما يزيد من معاناة السائقين، خاصة المرضى منهم:
“أنا عندي سكري، واقف خمسة أيام، ويجي واحد يضرب الدور ويطلع قبلي؟ وين العدل؟ رئيس المركز يحاول لكن لا يستطيع لوحده تنظيم الدور”.

وختم السائق بالقول:
“نحن مسالمون ..بدنا حقنا بالطيب، وإذا ما أخذناه بالطيب، راح نطالب فيه بطرق تانية”.

رفع أجرة النقل من 3 إلى 10 دولارات

السائق رامي قال: إنّ سائقي الشاحنات في منطقة نبع السلام لم يعملوا بشكل منتظم منذ عام 2021، مشيرًا إلى أن موسم هذا العام شهد تحسّناً في حركة النقل السائقين كلهم استفادوا من أصحاب القاطرات والشاحنات والجرارات الزراعية، لكنه بداية الموسم كان هناك سوء تفاهم تسبب بفوضى في تنظيم الدور وغياب الالتزام من السائقين، لكن رئيس المركز تدارك الأمر.”

وردّ السائق على شكاوى بعض المزارعين الذين اعتبروا أجرة النقل مرتفعة، قائلاً:
“10 دولارات على الطن ليس كتيرا، لأن الشاحنة ممكن تضل واقفة أسبوع إضافة لتكاليف المازوت والدولاب وأيضا السيارات كانت متوقفة منذ 3 سنوات تحتاج لإصلاح…”.

وأضاف:
“ما بدنا نستفاد شوية…أم نشتغل في سبيل الله! “.

وأشار رامي إلى أنهم كانوا ينقلون طن القمح في المواسم السابقة بأجر 3 دولارات ..وهذا الموسم حصل المزارع على منحة 130 دولارا ..”إذا أخذنا 10 دولارات لن تكسره”، على حد قوله.