مهدي الفلاح، هو طفل سوري من قرية “الحريري” الحسكاوية يبلغ من العمر ثلاثة عشر ربيعًا، أنهت حياته رصاصات غادرة من جنود الاحتلال الأمريكي وهدمت حياة عائلة كاملة، يقال أنه وحيدها.
ترك الطفل ساعات على الساتر الترابي لقاعدة الشدادي لمدة ثلاث ساعات لأن الحادثة فجرا حتى سلم أخيرا للعلاقات العسكرية في قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، والتي تكتمت على الحادثة لأسباب معروفة ومتوقعة فلم ينشر إعلامهما أي خبر عن الحادثة ولو خبرا محرفا، أو بيانا مبررا!
هل كان قتل الطفل السوري ضمن التدريبات العسكرية في حقل الرمي، الذي يضم مكبات قمامة يزورها كل صباح عشرات الأشخاص للبحث عن أي شيء يباع في مخلفات الجنود المترفين وسط مئات القرى الفقيرة على ضفاف بحيرات النفط والغاز الذي تديره بلادهم وتبيعه لمن تشاء مع شركائها بإنتاج متوقع يقدر بـ 100 ألف برميل يوميا أي ما قيمته 5 مليون دولار.
هذا الطفل “شهيد” لقمة العيش المغمسة بالقهر والجهل والضياع والقهر لا يدرك أن هؤلاء الجنود هم المتحكمون بثروات بلاده، التي لو قسمتها “قسد” ووزعتها على السكان في هذا الوقت ستكون حصة الفرد طفلا او مسنا أو شابا استنادا للأرقام أعلاه 1 دولار يوميا (3000 ل.س) أعلى من يومية العامل البالغ وتقيهم شظف العيش، وهذا أقل التقديرات حسب حديث مهندسين يعملون في حقول الجبسة والرميلان.
من قتل مهدي نهاية عام 2020 هو من قتل فيصل الخالد في القامشلي بادية العام ذاته، فالأعوام تختم عندنا كما تبدأ.
دول الاحتلال تدعي العمل على إنقاذ الشعوب دوما لكنها تقتلهم وتسرق ثرواتهم وتخدعهم أيضا وتجعل منهم فئات متناحرة تستخدم إحداها لقهر الأخرى دون أن تخسر جنودها وهذا ما يهمها، فلا تعلن عن الجريمة ولا تعتذر عنها ولا يفعل أتباعها أيضا.
وتزعم هذه القوات الأمريكية أنها تحمي حقوق الإنسان والطفل وتنشر الصور يوميا وهي تلقي الحلوى للأطفال على جانبي الطرق بين الحسكة والقامشلي أمام عدسات التصوير لكنها تقتلهم مع بزوغ الفجر وبعيد عن أعين المصورين وأصحاب الجوائز!
تضرج الطفل بدمه وترك الجسد المسجى على التراب في الوقت ذاته الذي كان المعلمون والمعلمات في الإدارة الذاتية يجمعون الأطفال للاحتفال بنهاية العام ويلقون الكلمات ويغنون مع الفتيات، كأنهم ليسوا مسؤولين عن تسربه من المدرسة! وعن توعية أقرانه بان طفلا فارق الحياة بمشهد مؤلم أمام رفاقه ويستحق الحزن!
ألم يسألوا هم وقادة الإدارة الذاتية أنفسهم لماذا يتغيب هذا الفتى عن صفوف الدراسة للنبش في قمامة الجنود الأجانب عن ثمن ما يأكل!