قال مصدر حكومي سوري لوكالة الأنباء الرسمية (سانا) إن طائرات إسرائيلية شنت في 26 آب غارات جوية استهدفت موقعاً عسكرياً قرب جبل المانع جنوب العاصمة دمشق، ما أدى إلى مقتل عدد من الجنود وإصابة آخرين، إضافة إلى تدمير آليات.

وأعلن التلفزيون السوري يوم الثلاثاء إن ستة من عناصر الجيش السوري قُتلوا في هجوم نفذته طائرات مسيّرة إسرائيلية استهدف موقعًا عسكريًا قرب مدينة الكسوة بريف دمشق.

وأضاف المصدر أن وحدات من الجيش السوري عثرت قبل الهجوم على أجهزة مراقبة وتنصّت في محيط الجبل، وأثناء محاولة تفكيكها تعرضت المنطقة لضربة جوية. وبحسب الرواية الرسمية، استمرت الطائرات المسيّرة الإسرائيلية في استهداف الموقع ومنع فرق الإنقاذ من الوصول حتى مساء اليوم التالي 27 آب، قبل أن ينجح الجيش في سحب جثامين القتلى وتدمير بعض المنظومات المكتشفة.

وأشار المصدر إلى أن الغارات الإسرائيلية أعقبها إنزال جوي لم تتضح تفاصيله بعد، فيما استمر تحليق طائرات الاستطلاع فوق المنطقة بشكل مكثف.

في المقابل، نقلت قناة الجزيرة عن مصدر عسكري سوري أن العملية جرت في منطقة الكسوة بريف دمشق، حيث هبطت أربع مروحيات إسرائيلية وأنزلت عشرات الجنود مزودين بمعدات بحث. وأضاف المصدر أن القوات الإسرائيلية أمضت أكثر من ساعتين في المنطقة من دون أن تقع اشتباكات مع وحدات الجيش السوري.

جبل المانع يُعد من أبرز المواقع العسكرية جنوب دمشق، بين طريق السويداء- دمشق وطريق درعا – دمشق ويقابله من الجهة الشرقية إلى الجنوب جبل “أبي كندرة”، حيث تشكل المنطقة مربعاً لتمركز وحدات صاروخية إيرانية إلى جانب الفرقة الأولى بالكسوة ولواء الصواريخ “توتشكا” في الجنوب.

أهداف الإنزال المحتملة

وتشير شهادات ميدانية من ضباط خدموا سابقاً في الموقع إلى أن منطقة المانع احتضنت قبل عام 2011 منشآت تحت الأرض لتجميع الصواريخ وخاصة أجيال الفاتح الإيرانية بمحركات صينية.

وبحسب شهادة ضابط سابق خدم في المنطقة، فإن جبل المانع يقابله جبل “أبي كندرة” الذي يشكّل معه ضلعاً أساسياً في مربع عسكري سوري يقوده في ذلك الوقت العقيد علي أحمد علي، كان يضم قبل عام 2011 موقعاً يُعرف باسم “البير” يُستخدم لتجميع مكوّنات الصواريخ (الرأس الحربي، الجسم، المحرك والمنصة).

ويشير الضابط إلى أن طبيعة التضاريس الصخرية للجبل كانت توفر حماية نسبية من الغارات الجوية للمنصات التي حفر لكل منها حفرة في أقدام الجبال لحمايتها بأنفاق مسقوفة بصبة بيتون مسلحة، غير أن “فوضى تحرك وحدات جديدة مؤخراً ربما كشفت شيئاً من هذه المنشآت”.

كما أوضح أن المنطقة كانت مرتبطة بالفرقة الأولى في الكسوة والحرجلة من الشمال والغرب، والتي كانت مسؤولة عن توفير عناصر الحراسة المشاة، وباللواء 157 صواريخ (صواريخ توتشكا) من الجنوب والشرق والذي كان يتبعه “فوج الصواريخ الإيرانية”، وكانت تُستخدم أيضاً لتدريب عناصر من حزب الله على تقنيات توجيه الصواريخ عبر أنظمة (GPS) والأقمار الصناعية.

ويرجّح أن يكون الهدف من الإنزال الإسرائيلي الأخير تدمير ما تبقى من مصنع الصواريخ قرب الكسوة أو منصات الإطلاق المتحركة وهي عبارة عن شاحنات معدلة لتحمل صاروخ أرض أرض واحد بطول يصل 11 مترا أو اكثر من صاروخ صغير، وهي مساحة مسورة بالجبال الواقعة غرب قريتي المطلة وخربة الشياب.