توالت الإشادات الدولية بقرار الولايات المتحدة وأوروبا وبريطانيا رفع العقوبات عن سوريا، معتبرةً إياه خطوة محورية نحو استعادة البلاد لدورتها الاقتصادية والاجتماعية. وقد شكّل هذا القرار محوراً رئيسياً في مداولات مجلس الأمن، حيث أعربت بعثات دبلوماسية عربية رفيعة عن دعمها الكامل لمسار التعافي السوري، داعيةً إلى تعزيز الاستقرار، وإعادة دمج سوريا في النظام المالي الدولي، والتسريع بعملية التنمية الشاملة. وأكد ممثلو دول عربية بارزة – من بينها قطر والإمارات والسعودية – التزامهم بمرافقة سوريا الجديدة في طريقها نحو إعادة الإعمار وترسيخ السيادة الوطنية.
قال نائب سفير سوريا لدى الأمم المتحدة رياض خضور إنهم يشهدون الآن حرص المجتمع الدولي على تلقف اللحظة الفارقة الراهنة وفتح أبوابه مجددا لسوريا وانخراطه الفاعل معها.
وأضاف أن “قرار رفع العقوبات عن سوريا يمثل تحولا نوعيا طال انتظاره لما يحمله من بوادر حقيقية للتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية وتسريع عملية التعافي الاقتصادي والتنموي في البلاد”.
وشدد على أن السوريين استقبلوا هذا القرار بكثير من الأمل باعتباره خطوة أولى نحو استعادة دورة الحياة الطبيعية وتحسين الظروف المعيشية وإعادة تحريك عجلة الاقتصاد وبناء الأمن الغذائي، والعودة الواثقة لمسار التنمية المستدامة.
وقال: “إن التطورات الأخيرة تفتح الباب أمام توفير بيئة واعدة للعمل والاستثمار وتأهيل القطاع المصرفي، وتمهد لتحسن تدريجي في البنى التحتية واستئناف الخدمات الأساسية، لاسيما في مجالات الطاقة والصحة والتعليم والزراعة وترسيخ الأمن والاستقرار وتعزيز السلم الأهلي، الأمر الذي يساعد على الارتقاء بالوضع الإنساني ويسرع من وتيرة العودة الآمنة والكريمة والطوعية للاجئين والمهجرين”.
وجدد مطالبة بلاده لمجلس الأمن باتخاذ إجراءات حازمة وفورية لإلزام إسرائيل بالوقف الفوري لعدوانها المستمر على الأراضي السورية والانسحاب الفوري وغير المشروط من جميع الأراضي السورية بما في ذلك الجولان السوري المحتل.
وقال: “سوريا الجديدة تمد يدها لكل من يسعى بصدق إلى دعم استقرارها”.
قطر
الممثلة الدائمة لدولة قطر لدى الأمم المتحدة السفيرة علياء أحمد بن سيف آل ثاني وصفت اعتزام الولايات المتحدة رفع العقوبات عن سوريا، بأنها “خطوة مهمة نحو دعم الاستقرار والازدهار”.
ورحبت بالخطوات الإيجابية التي تم اتخاذها في سوريا نحو التوافق الوطني وترسيخ دولة القانون والمؤسسات.
وأضافت: “تواصل دولة قطر دعمها الشامل للجمهورية العربية السورية في المجالات الإنسانية والإغاثية وفي جهود التعافي وتوفير الخدمات الأساسية، بما في ذلك استمرار توريد الغاز الطبيعي لتوليد الكهرباء”.
وأكدت دعم بلادها لسوريا “بما يساهم في تحقيق تطلعات شعبها الشقيق في الأمن والاستقرار والتنمية بما ينعكس إيجابيا على مستقبل سوريا والمنطقة ككل”.
الإمارات العربية المتحدة
مندوب دولة الإمارات العربية المتحدة الدائم لدى الأمم المتحدة السفير محمد أبو شهاب تحدث نيابة عن المجموعة العربية مشددا على “أهمية دعم العملية السياسية في سوريا بقيادة وملكية سورية وبمشاركة جميع مكونات الشعب السوري دون إقصاء، بما في ذلك النساء والشباب، على نحو يضمن وحدة سوريا وأمنها ويحفظ حقوق مواطنيها”.
وقال إن المجموعة العربية تشدد على رفضها لأي شكل من أشكال التقسيم أو التجزئة، كما ترفض أي تدخل خارجي في الشأن السوري.
وأضاف أن المجموعة العربية “تدعو إلى الإسراع في رفع جميع التدابير القسرية الأحادية المفروضة على سوريا وغيرها من العقوبات الاقتصادية والمالية بشكل كامل لما لها من أعباء مباشرة على مصالح الشعب السوري، وأثر سلبي على العملية السياسية الانتقالية”.
وعلى الصعيد الأمني، نقل أبو شهاب أسف المجموعة لما شهدته سوريا مؤخرا من أعمال عنف تقوض جهود الحكومة السورية في فرض سيطرتها وبسط سيادتها على كامل أراضيها. وأضاف كذلك أن المجموعة تدين بأشد العبارات “الاعتداءات المتكررة” التي تشنها القوات الإسرائيلية على الأراضي السورية.
المملكة العربية السعودية
وقال الممثل الدائم للسعودية لدى الأمم المتحدة السفير عبد العزيز الواصل إن بلاده تنظر إلى التطورات السورية الأخيرة بشكل إيجابي “نظرا لما يشهده الشأن السوري من حراك وطني بناء انعكس جليا وبشكل ملموس نحو تبني مقاربة إقليمية ودولية شاملة صبت في مصلحة الشعب السوري بكافة أطيافه”.
وأشار إلى دعم بلاده وإسهامها في تسهيل اندماج سوريا مجددا مع البنك الدولي لتمكينها من الحصول على الموارد اللازمة، وذلك لدعم جهود الحكومة على المستوى السياسي وتلبية احتياجات التعافي المبكر وإعادة الإعمار، وتشجيع تنمية القطاع الخاص وتوفير فرص العمل.
وثمَّن قرار الرئيس الأمريكي بشأن رفع العقوبات عن سوريا، والتي وصفها بأنها خطوة مهمة في سبيل إعادة إعمار سوريا والنهوض بها على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وشدد على “أهمية احترام سيادة الجمهورية العربية السورية ووحدة أراضيها وضرورة دعم الجهود التي تبذلها الحكومة السورية الرامية لتحقيق الأمن والاستقرار”.
وقال الواصل إن بلاده ترحب بكافة الإجراءات التي اتخذتها القيادة السورية لصون السلم الأهلي والجهود المبذولة لاستكمال مسار بناء مؤسسات الدولة بما يلبي ويحقق تطلعات ووحدة الشعب السوري ويحفظ نسيجه الوطني تحت مظلة الدولة السورية.
الأمم المتحدة