دجلة نت – رصد

تحدث ياقوت الحموي في كتابه الشهير “معجم البلدان” عن قلعة “نجم” أنها قلعة حصينةٌ مطلة على الفرات على جبل، تحتها ربض عامرٌ، وعندها جسر يُعبر عليه وهي المعروفة بجسر منبج” شرق حلب.

وتقع هذه القلعة الأثرية تقع قرب مدينة منبج السورية في منطقة زراعية خصبة فوق تل بجوار نهرالفرات 115 كم شمال شرق مدينة حلب، وعرفت القلعة قديما بجسر منبج، ويرتفع موقعها عن منسوب نهر الفرات بحوالي 68م.

البناء

كانت القلعة عبارة عن قرية صغيرة، فقام نجم غلام الصفواني سنة 300هـ-912م ببنائها وتشييدها، وجعل منها قلعة حصينة.
وأما جسر منبج، فيعود تاريخه إلى عصر الخليفة عثمان بن عفَّان ببنائه، و لعب الجسر دوراً مهما في فترة صدر الإسلام، في فتح هذه القلعة سنة 18هـ-639م، و استعانت به الجيوش الأموية آنذاك في فتحها للجزيرة.

أهميتها
تعد قلعة نجم في العصر الوسيط صلة الوصل بين حلب وحرَّان في أرض الجزيرة السورية عبر مدينة منبج.
وقد كانت في ناحية يسهل عندها عبور نهر الفرات، نظراً لوجود جزيرتين صغيرتين كان من اليسير ربطهما ببعضهما بجسر من القوارب.

كما برزت أهميتها كحصن هام بعد انتصار الحمدانيين عام 941م.
سور القلعة مبني من الآجر على الطراز الذي كان شائعاً أيام صلاح الدين الأيوبي، ويوجد فوق المدخل مخطوطات باللغة العربية تتحدث عن القلعة، ويؤدي الممر الرئيسي المقنطر إلى الغرف الموجودة على كل جانب ، بحيث تبدو القلعة وكأنها ممتدة فوق الجانبين ! كما تضم القلعة إيواناً ومسجداً.
أصبحت تتبع لبني حمدان، وبعدهم لبني مرداس، ثم لبني نمير، وأصبحت بعد ذلك بقبضة نور الدين الزنكي الذي رممها وجهَّزها بحامية قوية، وعندما رآها الرحّالة ابن جُبَير بعد ذلك بعشرين سنة أطلق عليها اسم “القلعة الجديدة”.

هدم القلعة

هاجمها هولاكو على سنة 658هـ-1260م، وبذل قصارى جهده للسيطرة عليها، كونها تطل على الطرق المؤدية لنهر الفرات، فخربها بشكل لا يوصف.

كما تهدَّمت أجزاء من القلعة أيام العثمانيين سنة 1820م، بعد أن لجأ إليها بعض الثوَّار العرب فقصفها العثمانيين بالمدافع، لمناعتها وصلابتها.

و قال فيها القاضي عبد الرحيم بن الأشرف اللخمي العسقلاني البيساني :”هي نجم في سحاب، وعقاب في عقاب، وهامة لها الغمامة عمامة، وأنملة إذا خضبها الأصيل كان الهلال لها قلامة، عاقدة حبوة صالحها الدهر أنْ لا يحلها بفزعة، نادبة عصمة صافحها الزمن على أنْ لا يروعها بخلعة”.