أعلن الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) عن انتهاء عمليات البحث المكثفة في سجن صيدنايا سيئ السمعة، التي هدفت إلى الكشف عن زنازين أو سراديب سرية محتملة لم تُفتح بعد، وذلك دون العثور على أي أدلة تشير إلى وجود مثل هذه المواقع.

وكانت هذه الجهود قد انطلقت بناءً على روايات من ذوي المفقودين الذين يعتقدون أن بعض المعتقلين قد يكونون محتجزين في مواقع سرية ومحكمة الإغلاق داخل السجن. ومع ذلك، فإن عمليات البحث التي جرت بدقة وعلى نطاق واسع، شملت جميع مرافق السجن، من زنازين وأقبية وباحات وأبنية خارجية، باستخدام فرق مختصة تضمنت فريقين من وحدات K9 (الكلاب البوليسية المدربة) وفرق الدعم والإسعاف، بالإضافة إلى متخصصين مطّلعين على تصميم السجن ومرافقه.

وقد أكدت الفرق بعد تتبع جميع المداخل والمخارج وفتحات التهوية وأنظمة الصرف الصحي والكهرباء وكاميرات المراقبة، أنه لا يوجد أي دليل يشير إلى وجود سراديب أو زنازين غير مكتشفة.

ورغم شعورنا بخيبة الأمل الكبيرة لعدم الكشف عن مصير آلاف المعتقلين الذين لا يزالون في عداد المفقودين، نؤكد تضامننا العميق مع ذوي الضحايا، ونتفهم حجم الألم والمعاناة التي يعايشونها يومياً في انتظار أخبار عن أحبائهم.

كما ننوه بانتشار واسع للشائعات والمعلومات المضللة على وسائل التواصل الاجتماعي حول السجون والمعتقلين. لذا، ندعو الجميع إلى التحقق من صحة المعلومات قبل تداولها، حفاظاً على مشاعر ذوي المفقودين، وتجنباً للتسبب بأي أذى نفسي إضافي لهم.

ونناشد كافة الجهات المعنية وذوي الضحايا بعدم القيام بأعمال الحفر أو التدخل في المواقع التي يُعتقد بوجود أدلة فيها، لتجنب فقدان أو تدمير الأدلة الفيزيائية التي قد تسهم في الكشف عن الحقائق ودعم جهود العدالة والمحاسبة.

كما يدعو الدفاع المدني السوري المؤسسات الدولية والسلطات المحلية إلى مضاعفة الجهود للكشف عن مصير المفقودين من كافة الأطراف، والعمل على دعم المجتمع المدني السوري في هذا السياق. ونؤكد استعداد فرقنا لتقديم المساعدة في التحقيق بالمقابر الجماعية والتعرف على الجثث مجهولة الهوية وتسليمها إلى ذويها، في سبيل تحقيق العدالة الانتقالية والمساهمة في بناء السلام.