دجلة نت- محمد الشيخ علي
عاصر حصار مدينة حلب وقصفها بالقذائف والصواريخ والنابالم الحارق والفسفور ونجا من الموت، لكن كورونا تمكن منه في مكان إقامته الحالية بإدلب.
نجا محمد عزو (38 عاما) من الحرب التي يشنها بشار الأسد ضد الشعب السوري منذ 10 سنوات وعانى من ويلاتها الكثير، إلا أن فايروس كورونا قتله في إدلب، حيث بعد نزح من مدينة حلب مع زوجته وأطفاله الثلاثة.
ويعاني السوريين المتواجدين في مدينة إدلب من انتشار وباء كورونا، نتيجة تسجيل أكثر من 10 آلاف إصابة، بحسب مجلة دير شبيغل الألمانية.
والإصابات تتضاعف في ظل نقص في المعدات الطبية والأجهزة الخاصة بكشف حالات الإصابات.
وتقول منى زوجة الرجل للأسف رغم أن زوجي لك تقتله حمم وقذائف المجرم بشار الأسد لكن قتله عدو غير مرئي.
حرب داخل حرب
الناس الهاربين من قصف النظام وروسيا يواجهون عدو آخر وهو كوفيد 19 وليس لديهم مصدر للرزق أو عمل.
ويوجد حوالي 3 مليون شخص يواجهون خطر انتشار الوباء مقبلين على فصل شتاء ولا أحد يعرف ماذا يفعل.
والطبيب صلاح يقول إن “المستشفيات في إدلب ممتلئة نحن ننتصر المريض حتى يموت لنعطي سريره لمريض آخر ليس لديه سرير”.
ويضيف الطبيب “الوضع مريع نحن بحاجة للمساعدة كي ننقذ كثير من الأرواح، ولكن هذه المرة ليس بسبب الحرب وإنما بسبب الوباء”.
بدوره، يقول نازح من مدينة حمص يدعى محمود سعيد: “نحن ليس لدينا رفاهية وأمول مثل باقي الناس في الدول المتقدمة حتى نستطيع شراء طعام يكفينا 15 يوما مدة الحجر الصحي”.
دفن ضحايا يوميا
أمّا محمد باشا المتطوع بمنظمة “الخوذ البيضاء” (الدفاع المدني)، يقول: ” ندفن كل يوم 5 – 6 أشخاص ننقلهم بعد وفاتهم بسبب الفايروس من المستشفيات إلى المقابر”.
وأشار إلى أنهم تمنوا ان تكون هناك فترة هدوء بعد وقف إطلاق النار، معقبا “ولكن مع الأسف تحول عملي من انقاذ الضحايا من تحت الانقاض إلى دفن ضحايا كورونا”