محمد الشيخ علي

استهداف طائرات إسرائيلية فجر الأربعاء لمواقع عسكرية إيرانية وسورية بدير الزور أدى لمقتل وجرح العشرات من عناصر المليشيات الإيرانية وقوات النظام، فهل سيرد محول المقاومة هذه المرة؟

جاءت الضربة الإسرائيلية التي وصفت بـ “الأعنف” ضمن سلسلة ضربات التي تستهدف فيها الوجود الإيراني في سوريا.

وفي العام الفائت استهدفت إسرائيل في شهر أيار تحديدا وبعد زيارة قائد الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قآني لدير الزور وتلتها بضربة في شهر أيلول جنوب البوكمال كلها أدت لمقتل العشرات من عناصر المليشيات الإيرانية وتدمير مستودعات أسلحة إيرانية، كما حصل الليلة الماضية في مستودعات عياش.

ولا تمل إيران من التصريحات والبيانات بأنها سترد ردا مزلزلا يمحي “الكيان الصهيوني” كما تزعم رغم إعلان “إسرائيل” عبر تقرير استخباراتي استهداف المراكز الإيرانية في سوريا بأكثر من 200 ضربة جوية.

وهذا يفسر موقف حليفها بشار الأسد وهو الاحتفاظ بحق الرد إلى أن يشاء الله!

نظريات الرد القنديلية

للمصادفة صرح الإعلامي اللبناني الموالي لطهران ناصر قنديل عبر وسيلة إعلامية لبنانية قبل يوم واحد من هجوم دير الزور بأن إيران تتبنى نظرية إزاء الضربات الإسرائيلية، وللأمانة يجب أن تدرّس هذه النظرية في مراكز الأبحاث الاستراتيجية والعلاقات الدولية.
وملخص النظرية “القنديلية” أن إيران تتلقى اللطمة تلو اللطمة لتخرج ما عندها وترد ردا مدويا.
وتناسى قنديل كم من لطمة تلقت طهران من إسرائيل وهي صامتة حتى حين اتهمتها باغتيال العالم النووي الإيراني “محسن فخري زاده” على الأراضي الإيرانية.

أهمية دير الزور لإيران

تعزز طهران وجودها عبر بناء قواعد عسكرية في دير الزور منذ استعادة سيطرة النظام عليها في نهاية عام 2017 بدعم روسي، فسعت إلى جلب مئات وربما آلاف العناصر منالمليشيات الشيعية من باكستان وافغانستان والعراق وآخرها قبل أيام من حزب الله هذا عدا عن مليشيات أسستها من عناصر سورية.
وعملت إيران على كسب الحاضنة الشعبية عبر مساعدات الإغاثة والبعثات الدراسية لإحياء مشروع التشييع شرق سوريا وكسب ود العشائر ومنحها نفوذ حتى لو على حساب قوات النظام السوري.
وكل هذا للاحتفاظ بممر دير الزور- الميادين – البوكمال الاستراتيجي كونها تربط العراق بدمشق وبيروت، وفي حال استطاعت إطهران تحمل فترة حصار أمريكي ودولي أطول ريثما تنهي برنامجها النووي ليتحسن موقفها التفاوضي على غرار التجربة الكورية الشمالية خاصة بعد الفشل في الحفاظ على الاتفاق النووي.
ولا تكتفي إيران بتكثيف نشاطها في القسم الخاضع لسيطرة نظام الأسد بل لها اذرع حتى في مناطق دير الزور الخاضعة لقسد.

خرافة الرد الإيراني


زجت إيران 70 ألف مقاتل من المليشيات الشيعية في سوريا بنهم 20 ألف مقاتل من الشيعة الأفغان وينتشر قسم كبير منهم على الضفة اليمنى لنهر الفرات قبالة القواعد الأمريكية ورغم ذلك لم تحرك ساكنا بعد مقتل قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني مطلع العام المنصرم.

كما تفاخر بترسانة صاروخية لم تقتل إلّا أطفال سوريا رغم أنها سعت لحفر مئات الأنفاق بالجبال السورية لتكون مكانا لتركيب الصواريخ وتدريب عناصر قوات النظام والميليشيات اللبنانية على استخدام المنصات المتحركة بأسلوب حرب العصابات لا بأسلوب حرب الجيوش النظامية ومع ذلك لم يطلق أي صاروخ نحو إسرائيل فيما دمرت بعض المدن السورية بصواريخ “الفيل”.

إذن لا يوجد رد إيراني على “الكيان الصهيوني” ولا على أمريكا أو ما يطلق عليها الايرانيون اسم “الشيطان الأكبر”!

وسيستمر الحديث عن ضرورة الرد المدمر لخداع أتباعها في المنطقة، في حين تواصل واشنطن تصنيف أذرعها في العراق واليمن على قوائم الإرهاب تمهيدا لبترها وهي مسألة وقت، لذا مشروع إيران الفارسي المبطن بفكر عقائدي يتبع للولي الفقيه بات تحت تهديد التحجيم الحقيقي.

و في النهاية لا يهمها عدد القتلى من عناصر الميليشيات سوريين أوأجانب طالما هم يقتلون في سبيل تحقيق حلمها بإعادة أمجادها الإمبراطورية في الشرق.