حذر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة، خالد خياري”
الخميس أن الأعمال الإسرائيلية الأخيرة في سوريا تقوض جهود بناء سوريا جديدة تنعم بسلام مع نفسها وجيرانها، وتزعزع استقرارها في وقت حساس.

مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ، خالد خياري أشار في إحاطته أمام مجلس الأمن إلى إفاداته المنتظمة للمجلس – منذ سقوط حكومة بشار الأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024 – حول الانتهاكات الإسرائيلية لاتفاق فض الاشتباك لعام 1974 بين إسرائيل وسوريا.

وأضاف: “كان الأمين العام للأمم المتحدة واضحا في إدانته لجميع الأعمال التي تتعارض مع الاتفاق”.

وأشار خياري إلى وقوع مئات الغارات الجوية الإسرائيلية المبلغ عنها في جميع أنحاء سوريا منذ ذلك التاريخ في الجنوب الغربي، والساحل السوري، وشمال شرق سوريا، ودمشق، وحماة، وحمص، وأن مسؤولين إسرائيليين تحدثوا أيضا عن نوايا إسرائيل للبقاء في سوريا في المستقبل المنظور.

وحذر خياري من أن “مثل هذه الحقائق على الأرض لا يمكن تبديلها بسهولة. إنها تهدد بالفعل عملية الانتقال السياسي الهشة في سوريا”.

وشدد على أن التزام مجلس الأمن بسيادة سوريا وسلامة أراضيها يزداد أهمية يوما بعد يوم، مضيفا: “يجب دعم وحماية فرصة سوريا لتحقيق الاستقرار بعد 14 عاما من الصراع، من أجل السوريين والإسرائيليين. هذه هي الطريقة الوحيدة لتحقيق السلام والأمن الإقليميين”.

وأكد أنه لا ينبغي أن تُقوّض الإجراءاتُ والمكاسب الأمنية قصيرة المدى والتكتيكية، آفاقَ التوصل لاتفاق سلام بين الجارتين، والاستقرار طويل الأمد على حدودهما المعترف بها دوليا.

وضع متقلب

بدوره، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام، جان بيير لاكروا إن “الوضع في منطقة عمليات قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (أوندوف) لا يزال متقلبا، ولا يزال يتسم بانتهاكات كبيرة لاتفاق فض الاشتباك لعام 1974، مع دخول الجيش الإسرائيلي إلى المنطقة الفاصلة منذ 8 كانون الأول/ديسمبر”.

وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي يشغل 12 موقعا على الجانب المعروف باسم “برافو” أو “ب” (وهو الخط الذي يفصل منطقة الفصل عن الأراضي السورية)، مضيفا أن الجيش الإسرائيلي يواصل بناء حواجز لمنع الحركة على طول خط وقف إطلاق النار.

وأضاف أن الجيش الإسرائيلي “يواصل فرض بعض القيود على حركة أفراد أوندوف ومجموعة مراقبي الجولان في منطقة الفصل. كما تستمر القيود التي يفرضها على حركة السكان المحليين”.

وأشار إلى أن “سكان بعض المناطق احتجوا على الاضطرابات الناجمة عن أنشطة الجيش الإسرائيلي، بما في ذلك الزراعة واحتجاز المدنيين والاستيلاء على أعداد كبيرة من الماشية. كما ناشد بعض السكان أوندوف مطالبة الجيش الإسرائيلي بمغادرة قراهم”.

البعثة ضرورية لاستقرار المنطقة

وأفاد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام بأن أوندوف تواصل التنسيق مع كلا الطرفين، وتناقش قضايا محددة تؤثر على عملياتها، وكذلك الشكاوى التي ينقلها إليها سكان منطقة الفصل.

وأشار إلى أنه في إطار تواصلهم مع قيادة أوندوف، أكد كبار مسؤولي الجيش الإسرائيلي أن وجودهم في منطقة الفصل “ضروري لتأمينها مما يصفونه بـ ‘العناصر الإرهابية’، وأبلغوا أن إسرائيل ليس لديها أطماع إقليمية في سوريا”.

وأوضح كذلك أن أوندوف تواصل تعزيز آلية تنسيقها من خلال ترتيبات اتصال جديدة مع السلطات السورية، “ويشمل ذلك تعزيز بروتوكولات تبادل المعلومات وعقد اجتماعات تشاورية منتظمة”.

وأكد لاكروا أنه من الضروري أن تفي جميع الأطراف بالتزاماتها بموجب اتفاق فض الاشتباك لعام 1974، مضيفا أن “جميع الإجراءات التي تتعارض مع الاتفاق غير مقبولة”.

وشدد المسؤول الأممي على ضرورة أن تتمتع قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك بحرية الحركة في منطقة عملياتها، مؤكدا أن البعثة “تظل ضرورية لاستقرار الجولان والمنطقة”.

المصدر: الأمم المتحدة