(دجلة) – دعا مصدر من اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردستاني-سوريا إلى تأسيس جمهورية سورية مدنية تعددية تحترم حقوق جميع المكونات، بما في ذلك العرب والكرد والطوائف الأخرى.

وأكد المصدر، في تصريح خاص لـ”دجلة”، أن رؤية الحزب تعتمد على وثيقة تم توقيعها مع الائتلاف السوري المعارض قبل سنوات، مشيراً إلى إمكانية البناء عليها لتحقيق الاستقرار، مضيفا “لم نكن مع تمدد الإدارة الذاتية إلى المناطق العربية نحن والأخوة العرب نعيش معاً على مر التاريخ”

وأوضح المصدر أن الحزب يؤيد نظاماً اتحادياً ديمقراطياً في سوريا باعتباره ضمانة للحفاظ على حقوق كافة المكونات. وأضاف أن “قسد ومسد لا تمثلان الأكراد بأي شكل، وأنهما بعيدتان عن الواقع الكردي”، مشيراً إلى أن الإدارة الذاتية أضرت بالكرد ولم تقدم لهم فوائد حقيقية.

كما شدد المصدر على أهمية الحوار الوطني بين جميع الأطراف السورية، موضحاً أن هناك تواصلاً يومياً بين المجلس الوطني الكردي وشركاء آخرين، من بينهم العرب والكلدان والآشوريون، تحت إطار “جبهة السلام والحرية”. وأكد أن “التنوع الإثني والطائفي والمذهبي يشكل ثروة لسوريا المستقبل”، داعياً إلى العمل على بناء دولة لا مركزية ديمقراطية تضمن حقوق الجميع.

وأشار إلى أن النظام الاتحادي هو نموذج ناجح في العديد من الدول، داعياً إلى الاستفادة من هذه التجارب الدولية. وفي سياق متصل، قال إن السلطات السابقة ساهمت في تعميق الطائفية والقومية، مما أدى إلى توتر العلاقات بين مكونات الشعب السوري، على الرغم من أن الكرد والعرب عاشوا تاريخياً في سلام ووئام.

وأضاف المصدر أن الحزب يسعى إلى حل المظالم التي تعرض لها جميع السوريين، سواء كانوا عرباً أو كرداً، تحت مظلة حكومة شرعية جديدة تضم كافة القوى والفصائل ضمن نظام ديمقراطي. وختم بالقول إن مشروع الحوار الوطني الشامل الذي يضم الأطياف السياسية والثقافية والعسكرية المختلفة يمثل خطوة إيجابية نحو بناء سوريا المستقبل.

نص الوثيقة الموقع مع الائتلاف


يواصل السوريين ثورتهم بكل أطيافهم ومكوناتهم من أجل انتزاع حريتهم وكرامتهم من نظام أهان الحياة الإنسانية وأهدرها واعتاد القتل والبطش والإرهاب، فإزهق أرواح مئات الالاف من السوريين وجرح وسجن وعذب مئات الالاف منهم على مرأى ومسمع من العالم.
وانطلاقا من المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتق جميع القوى السياسية المنضوية في إطار الثورة السورية، فقد عقد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية لقاءات عمل مع الأخوة في المجلس الوطني الكردي بهدف التوصل إلى تفاهم لانضمام المجلس الوطني الكردي ومكوناته من الأحزاب والهيئات والشخصيات المستقلة إلى الإئتلاف الوطني وهيئاته.
وقد اتفق على إطار يشمل الجوانب السياسية والتنظيمية للإنضمام إلى الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية على أساس الالتزام ببرنامج الثورة ممثلا في المشاركة في إسقاط النظام الدكتاتوري الدموي بكافة رموزه وأركانه ومرتكزاته وبناء سورية المدنية الديمقراطية، وتوحيد الجهود السياسية والميدانية وبناء شراكة وطنية فاعلة وفق الأسس التالية:

1- يؤكد الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية التزامه بالاعتراف الدستوري بهوية الشعب الكردي القومية، واعتبار القضية الكردية جزءا أساسيا من القضية الوطنية والديمقراطية العامة في البلاد، والاعتراف بالحقوق القومية للشعب الكردي ضمن إطار وحدة سورية أرضا وشعبا.

2- العمل على إلغاء جميع السياسات والمراسيم والإجراءات التمييزية المطبقة بحق المواطنين الكرد ومعالجة آثارها وتداعياتها وتعويض المتضررين، وإعادة الحقوق لأصحابها.

3- يؤكد الإئتلاف ان سورية الجديدة دولة ديمقراطية مدنية تعددية، نظامها جمهوري برلماني يقوم على مبدأ المواطنة المتساوية وفصل السلطات وتداول السلطة وسيادة القانون، واعتماد نظام اللامركزية الإدارية بما يعزز صلاحيات السلطات المحلية.

4- تضمن سورية الجديدة لمواطنيها ولكافة المكونات ما ورد في الشرائع والمواثيق الدولية حول حقوق الانسان والحريات الأساسية والمساواة في الحقوق والواجابات دون تمييز في القومية أو الدين أو الجنس.

5- سورية دولة متعددة القوميات والثقافات والأديان، ويحترم دستورها المعاهدات والمواثيق الدولية.

6- الالتزام بمكافحة الفقر وإيلاء المناطق التي عانت من سياسات التمييز الاهتمام الكافي في إطار التنمية، وتحيقيق العدالة في توزيع الثروة الوطنية، والعمل على رفع مقدرات ومستوى معيشة المواطنين بمختلف شرائحهم ومناطقهم، وخاصة المناطق التي عانت من الحرمان في ظل نظام الاستبداد الحالي.

7- تشكل سورية الجديدة بنظامها المدني الديمقراطي ودستورها الضمانة الأساسية لكافة مكونات الشعب السوري القومية والدينية ولنسيجه الاجتماعي.

8- كما شارك الأخوة الكرد في فعاليات الثورة السورية وأنشطتها من خلال التنسيقيات والقوى والأحزاب، فإنه ينبغي المشاركة الفعالة والمميزة في إطار الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية وهيئاته، إضافة الى التفاعل الكامل مع متطلبات المرحلة الانتقالية بما تقتضيه من تخطيط وإدارة ومشاركة ميدانية على المستوى الوطني في كافة المجالات.

9- تلتزم القوى الكردية الموقعة بتعزيز المشاركة الوطنية في انشطتها وفعالياتها من خلال التأكيد على الوحدة الوطنية، وتحرص على التواصل البناء مع باقي النسيج الوطني.

10- تلتزم القوى والأحزاب ولاشخصيات المنضوية في إطار الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بالسياسات والبرامج التي يتم إقرارها في مؤسسات الئتلاف وفي المقدمة منها البرنامج السياسي.

11- كما أن الثورة السورية العظيمة تبنت علم الاستقلال كرمز سيادي لها، فإننا نتبنى اسم الدولة في عهد الاستقلال.

12- يعمل الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية على إقامة فعاليات وأنشطة تساهم في التعريف بالقضية الكردية في سورية والمعانات التي مر بها المواطنون الكرد على مدى عقود من الحرمان والتهميش، بهدف بناء ثقافة جديدة لدى السوريين قائمة على المساواة واحترام الآخر.

13- العمل على إقامة برامج تدريب وورش عمل تضمن المشاركة المميزة للإخوة الكرد لغرض التفاعل بين الشباب السوري وزيادة التواصل وتعزيز التفاهم.

14- يمثل المجلس الوطني الكردي في الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بنائب للرئيس وعشرة أعضاء في الهيئة العامة، وينتخب اثنان من أعضاء الهيئة العامة من ممثلي المجلس الوطني الكردي في الهيئة السياسية.

15- الحد الأدنى للتمثيل الكردي بحسب تاريخ هذه الاتفاق هو 14 عضو، وإذا نقص العدد عن الحد الأدنى فيحق للمجلس الوطني الكردي ترشيح بديل ليصل العدد إلى الحد الأدنى المتفق عليه.

16-هذه الوثيقة قابلة للتطوير حسب مقتضيات العمل الوطني وبموافقة الطرفين.

إن المرحلة المقبلة تستوجب توحيد جهود السوريين جميعا، وتركيزها في إطار واحد لمواجهة النظام الدموي، وحماية شعبنا من بطشه وإرهابه، وإنقاذ سوريا من الطغمة التي استمرأت القتل والتدمير. وإن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية والمجلس الوطني الكردي ملتزمان بالعمل معا لحماية شعبنا والدفاع عنه وتأمين كل ما يؤمن إسقاط النظام وبناء سورية الجديدة التي تحمي مواطنيها وتصون حقوقهم.

ملاحظة:
يتحفظ المجلس الوطني الكردي على الفقرة التالية من البند الثالث (واعتماد نظام اللامركزية الإدارية بما يعزز صلاحيات السلطات المحلية) ويرى بأن أفضل صيغة للدولة السورية هي صيغة دولة اتحادية، وسيعمل المجلس الوطني الكردي على تحقيق ذلك.

الموقعون:
عن المجلس: عبدالحمید درویش، عبدالحكیم بشار، ابراهیم برو، مصطفی سینو، هوشنك درویش

عن الائتلاف: نذير حكيم، أكرم العساف، سالم المسلط