قال الرئيس السوري أحمد الشرع، الأربعاء، إن بلاده استعادت مكانتها بعد سقوط النظام السابق، داعيًا المجتمع الدولي لدعم سوريا في مرحلة إعادة البناء، وحذّر من أن السياسات الإسرائيلية تهدد الاستقرار الإقليمي وتعرض المنطقة لـ”دوامة صراعات جديدة”.

أوضح الشرع في كلمته أمام الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة أن سوريا استعادت علاقاتها الدولية تدريجيًا ونجحت في رفع جزء كبير من العقوبات المفروضة عليها، لكنه شدد على أن استمرار العقوبات “يكبل الشعب السوري ويصادر حريته من جديد”.

وأضاف الشرع أن سوريا “انتصرت للمظلومين والمعذبين”، مؤكداً أن سوريا تحولت بعد سقوط النظام إلى “فرصة تاريخية لإحلال السلام والاستقرار والازدهار في المنطقة”.

وأوضح أن الحكومة الجديدة شكّلت لجاناً لتقصي الحقائق وسمحت للأمم المتحدة بالمشاركة فيها، متعهداً بتقديم المسؤولين عن الانتهاكات إلى العدالة. وأكد أن الدولة “ملأت فراغ السلطة عبر حوار وطني جامع”، وأعلنت عن حكومة كفاءات وهيئة للعدالة الانتقالية وأخرى للمفقودين، كما شرعت في إعادة هيكلة المؤسسات العسكرية والمدنية على قاعدة “حصر السلاح بيد الدولة”.

وأشار الرئيس السوري إلى أن دمشق انتهجت سياسة خارجية تقوم على “دبلوماسية متوازنة”، وأطلقت نشاطاً مكثفاً لاستعادة العلاقات الدولية والإقليمية، ما ساهم في رفع معظم العقوبات تدريجياً. وطالب برفعها بشكل كامل حتى “لا تكون أداة لتكبيل الشعب السوري”.

وفي الشأن الاقتصادي، لفت الشرع إلى تعديل قوانين الاستثمار وبدء دخول شركات إقليمية ودولية كبرى إلى السوق السورية للمساهمة في إعادة الإعمار.

الهجمات الإسرائيلية

وقال الرئيس السوري إن “التهديدات الإسرائيلية ضد بلادنا لم تهدأ منذ الثامن من ديسمبر”، مشيرًا إلى أن تل أبيب تستغل المرحلة الانتقالية لإبقاء المنطقة في حالة توتر. وأكد التزام دمشق باتفاق فض الاشتباك الموقع عام 1974، داعيًا المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لاحترام السيادة السورية.

“منذ لحظة سقوط النظام وضعنا سياسة واضحة الأهداف تقوم على عدة ركائز، الدبلوماسية المتوازنة والاستقرار الأمني والتنمية الاقتصادية”، قال الشرع.

وأشار إلى أن عانت من سنوات طويلة من الحرب والدمار، لا تتمنى لشعب آخر ما عاشه السوريون، مؤكداً وقوف دمشق إلى جانب الفلسطينيين في غزة، مؤكدا أن “سوريا من أكثر الشعوب التي تعرف حجم معاناة الحرب والدمار، لذا فإننا ندعم أهل غزة وأطفالها ونساءها، وندعو إلى إيقاف الحرب فوراً”.