أثار الانقطاع المتكرر في شبكة الإنترنت بمدينة الرقة استياء المستخدمين، وسط مطالب بإيجاد حلول حقيقية، لدور الشبكة الرئيس في تسهيل أعمالهم وتواصلهم مع أقربائهم خارج المدينة.
شبكة الإنترنت في الرقة كانت تخدمها الشبكة الفضائية الواردة عبر أجهزة استقبال وإرسال من الشبكات التركية، قبل أن تستبدل بها “الإدارة الذاتية” في شمالي وشرقي سوريا، عبر مكتب الاتصالات (التابع للمجلس المدني في الرقة)، الإنترنت العراقي الذي يصفه المستخدمون بالبطيء جدًا.
ومنعت “الإدارة الذاتية” استخدام الإنترنت التركي، في تعميم صدر في 11 من آذار 2019، ووضعت مخالفي القرار تحت طائلة المسؤولية القانونية.
الفني بمكتب الاتصالات التابع لـ”مجلس الرقة المدني” عبد الجبار الابراهيم، تحدث في مقابلة مع إذاعة بيسان المحلية، أن أيادي “خبيثة عابثة” تهدف إلى “إيقاف مسيرة البناء وإعادة الحياة الطبيعية إلى مدينة الرقة، وأن أي عملية إصلاح للكابل الضوئي تحتاج إلى ساعات طويلة، تبدأ بتحديد مكان العطل ثم فرز الألياف الضوئية استعدادًا لعملية الوصل التي تحتاج إلى خمس ساعات”.
أحد أصحاب شبكات الإنترنت المتعاقدة مع مكتب الاتصالات في الرقة (تحفظ على ذكر اسمه)، قال لعنب بلدي، إن الانقطاع المستمر في شبكة الإنترنت سببه رداءة الكوابل الضوئية التي مدها مكتب الاتصالات لتغذية الشبكات.
وأضاف أن استئثار مكتب الاتصالات بتشغيل شبكة الإنترنت خاطئ، يدفع ثمنه السكان وأصحاب الشبكات المشغلة، مشيرًا إلى أن المشكلة تفاقمت كثيرًا بعد استبدال الإنترنت العراقي بالتركي.
ولا تتناسب جودة الإنترنت مع أسعار الاشتراك، التي تبلغ تسعة آلاف ليرة شهريًا للهاتف الواحد.
محمد إبراهيم (40 عامًا) وهو تاجر مواد غذائية، قال لعنب بلدي، إنه يضطر للاتصال بالعاملين بصرف العملات الأجنبية للحصول على سعر صرف الدولار الذي على أساسه يبيع بضاعته.
وأشار محمد إلى أن انقطاع شبكة الإنترنت المستمر ولفترات طويلة يؤثر على حسن سير عمله وعمل أغلب التجار في المدينة، لأن الإنترنت وسيلة الاتصال الوحيدة في ظل غياب وسائل الاتصال التقليدية.
أحمد فتيّح (30 عامًا) من ريف الرقة الغربي صاحب مقهى إنترنت، قرر التخلي عن عمله بسبب المشاحنات الدائمة بينه وبين المشتركين من أهالي قريته.
وقال أحمد لعنب بلدي، إن أغلبية الأهالي يرجعون رداءة شبكة الإنترنت إلى المقهى، ولا يدركون أن السبب الرئيس خارج عن طاقة أصحاب مقاهي الإنترنت.
ويعتمد بعض السكان على خدمة الإنترنت التي توفرها شبكة “سيريتل” السورية، وهي بطيئة أيضًا، لكن قد تكون بديلًا مقبولًا في حال استمر الانقطاع، خاصة في تبادل الرسائل النصية.
المصدر: عنب بلدي