أعادت الإدارة الذاتية توصيل التيار الكهربائي يوم الأحد، لمدينة رأس العين وريفها بعد أشهر من انقطاعها وذلك ضمن اتفاق روسي – تركي لتأمين تشغيل محطة مياه الشرب المغذية لمدينة الحسكة.
وجاء توصل الكهرباء بعد شهر من مفاوضات رباعية في رأس العين، التي تعاني من حصار خانق تفرضه قوات سوريا الديمقراطية وقوات النظام المدعومة روسيا منذ سيطرة الجيشين التركي و”الوطني السوري” عليها عام 2019 م، أدى إلى تلف المحاصيل الزراعية لعدم توفر مصادر الطاقة والمحروقات لتشغيل الآبار.
وخلال المفاوضات، طالبت القوات التركية بالحصول على 25 ميغا واط من الكهرباء من سد تشرين لمدة 6 ساعات بشكل يومي لتل أبيض ورأس العين، و8 ميغاواط من محطة الدرباسية على مدار الساعة، فيما طالبت الإدارة الذاتية، بتشغيل 20 بئراً و4 مضخات في محطة علوك.
وقال مكتب محافظ الحسكة، إن الاتفاق ثمرة “جهود حكومية – روسية مشتركة”، مشيرا إلى ارسال ورشة من مؤسسة المياه إلى محطة علوك بترفيق من الروس.
ويعتمد الكثير من سكان المدينة على المولدات الخاصة، لتامين الكهرباء في أوقات انقطاعها لساعات يوميا يدفعون خلالها ثمن الأمبير الواحد شهريا 7 آلاف ل.س، فيما تعتبر الصهاريج المورد الأساسي لمياه شرب غير معقمة يشترونها بسعر 5-7 آلاف لخزان 5 براميل.
ويحاول أصحاب الصهاريج التحكم بسعر الماء فيرفعون ثمن الحلو منه إلى 8- 10 آلاف/5 براميل بحجة تكاليف النقل وارتفاع أسعار المحروقات. بناس ويريدون وأجور كبيره.
في السياق، قالت الإدارة الذاتية على لسان بعض مسؤوليها إن قواطع محطة الدرباسية تفصل بشكل متكرر بسبب الأحمال الكبيرة على الخط المخصص لمحطة علوك، في إشارة إلى تغذية القرى الواقعة في محيط علوك ضمن سيطرة الجيش الوطني.
وأكد مصدر أهلي من رأس العين وصول التيار الكهربائي لقرى رأس العين أيضا ما جعلهم يستطيعون تشغيل مضخات آبار مياه الشرب لأولة مرة منذ أشهر.
وقال إنهم يدفعون ثمن برميل المياه الواحد بين 2000 -3000 ل.س من أصحاب الصهاريج الذين يتجاهلون القرى البعيدة حتى مع الأسعار المرتفعة.
ويواجه السكان الذين يعمل معظمهم بالفلاحة انهيارا اقتصاديا وسط نقص حاد في توفر مستلزمات الزراعة والسلع الأساسية مع تدمير شبكة الكهرباء ما يسبب انقطاع التيار الكهربائي كليا عن بعض القرى منذ سنوات حتى قبل قطعه من قبل الإدارة الذاتية قبل نحو 5 أشهر على مدينتي تل أبيض ورأس العين.
وكانت الإدارة الكردية أعلنت في ربيع العام الماضي عن تجهيز 50 بئراً في منطقة الحمة بغزارة حوالي 600 متر مكعب لضخ المياه لأحياء مدينة الحسكة بهدف الاستغناء عن محطة مياه علوك (30 بئراً) الواقعة ضمن سيطرة الجيش الوطني، لكن الحديث عنها توقف بعد شائعات حول عدم صلاحيتها للشرب.
ويرتبط تأمين مياه الشرب لمدينة الحسكة منذ عشرات السنين بمنطقة رأس العين التي توقفت جريان ينابيعها في عام 2000 فحفرت 116 من الآبار الارتوازية تصب في مجرى نهري الخابور والجرجب لتصل إلى سدي الخابور الغربي ثم الشرقي ومحطة التصفية المرتبطة بمحطة العزيزية.