في سوريا، وبين أروقة البيوت وأماكن العمل، لا يكاد يمر يوم دون أن تكون المتة حاضرة

في مطلع القرن العشرين، ومع حركة الهجرة إلى أميركا الجنوبية، عاد المهاجرون إلى بلاد الشام حاملين معهم المتة. ومنذ ذلك الحين، انتشر هذا المشروب ليصبح من أبرز المشروبات في سوريا ولبنان. واليوم، تعتبر سوريا الدولة الأكثر استهلاكًا للمتة خارج أميركا الجنوبية.

تحضير المتة سهل وبسيط، كل ما تحتاجه هو تسخين الماء، ولكن دون الوصول لدرجة الغليان التي تفسد طعم المشروب، وبعد ذلك تُضاف أوراق المتة لتغطي ثلث الكأس، وتوضع المصاصة الخاصة، ويضاف السكر حسب الرغبة. وللحفاظ على الطعم لفترة أطول، يُصب قليل من الماء البارد قبل الساخن.

يحب السوريون الابتكار في مذاق المتة، فلا يكتفون بالطريقة التقليدية. بعضهم يضيف الهال، الزنجبيل، أو حتى الزهورات وبذور الحبة السوداء، وهناك من يفضل نكهة القرفة أو الليمون لإضفاء لمسة فريدة، لكل منطقة ولكل شخص طريقته الخاصة في تحضيرها.

المتة من أكثر المشروبات الشعبية انتشارًا، بعد الشاي والقهوة في سوريا، خاصة في الساحل وإدلب والسويداء هي جزء من الثقافة اليومية، وأصبحت محور جلسات طويلة للتواصل الاجتماعي، تجتمع العائلات والأصدقاء حولها لتبادل الأحاديث وقضاء الوقت.

سواء أكان اليوم شتاءً بارداً أم صيفًا حارًا، تبقى المتة مشروبًا يجمع السوريين، يحيي جلساتهم، ويُضيف نكهة خاصة إلى حياتهم اليومية.