يواجه النازحون في الشمال السوري مشاكل كثيرة مع دخول فصل الشتاء في المخيمات التي يقيمون بها إثر تهجيرهم من مدنهم وبلداتهم بسبب القمع الوحشي للمحتجين منذ اندلاع الثوة السورية ضد بشار الأسد عام 2011.
وأُجبِر الملايين من السوريين على الفرار من منازلهم بحثًا عن الأمان فاستقر الفارون من الموت في مخيمات الشمال، حيث وفرت تلك المخيمات مأوى مؤقتًا للمواطنين الذين هجرتهم قوات النظام وحلفائها، ولكنها في الوقت ذاته خلقت العديد من التحديات حتى بات العدد المتزايد لهذه المخيمات اهم التحديات أمام السوريين.
ويُقدَّر عدد الخيم في المنطقة حتى عام 2021 بأكثر من 1000 خيمة تأوي حوالي 1.5 مليون لاجئ تحت الظروف المناخية القاسية، ونقص الاحتياجات السكنية المُناسبة، ونقص الموارد الغذائية، وصعوبة الوصول إلى مرافق الصرف الصحي والمياه النظيفة الأمر الذي أدى إلى سوء الأوضاع الصحية لقاطنيها وللمناطق المحيطة بشكل عام.
أيضا، يواجه اللاجئون تحديات معيشية كُبرى لا سيما خلال أشهر فصل الشتاء الباردة، التي تعمق المعاناة بسبب الأمطار الغزيرة والثلوج والفيضانات، ما يزيد صعوبة التنقُل من مكان إلى آخر والوصول إلى الاحتياجات الأساسية.
إلى جانب ذلك، يعاني العديد من اللاجئين من نقص الملابس وموارد الإسكان المناسبة لحمايتهم من الظروف المناخية الصعبة، كالرطوبة وارتفاع أو انخفاض حرارة الطقس.
كما تؤدي هذه الظروف المناخية القاسية (البرد والرطوبة) إلى تدني مستوى المعيشة في المخيمات وسط صعوبة الوصول إلى الاحتياجات الأساسية مثل الطعام والشراب والكهرباء والوقود للتدفئة والإضاءة.
هذا إضافة إلى انتشار الأمراض والأوبئة مع نقص مرافق الصرف الصحي ومحدودية الوصول إلى الرعاية الصحية المناسبة، فسجلت أمراض معدية مثل الكوليرا والسل إلى جانب مواجهة خطر انتشار الأوبئة الأخرى.
ويعد نقص المواد الغذائية والجوع من القضية الرئيسية التي تواجه اللاجئون في المُخيمات، حيثُ تُعاني العديد من الأسر من صعوبة العثور على ما يكفي من الطعام لتلبية احتياجاتهم اليومية، وخاصة الأطفال، إذ يُعاني الكثير منهم من نقص التغذية وخطر الإصابة بالأمراض المُرتبطة بها مثل فقر الدم وغيرها.
كما يعاني اللاجئون من صعوبات كبيرة في الحصول على التعليم الضروري للأطفال بسبب العديد من العوائق منها قلة الموارد المادية، ونقص كوادر التعليمية المؤهلة، ونقص الموارد التعليمية والمرافق اللازمة، إضافة إلى عدم الاستقرار.
ومازالت ذات المشاكل والتحديات المتعلقة بالمخيمات السورية هي ذاتها ولم تعالج بعد ، في ظل عدم وجود أي استراتيجية واضحة من الجهات الرسمية التي تمثل المعارضة السورية وتشتت العمل بين المنظمات والحكومة المؤقتة وبعض الجهات المحلية .
ومع تناقص الدعم المقدم من الجهات الدولية والدولي العبثي والفوضوي التي تلعبه منظمات الأمم المتحدة وشراكاتها مع النظام السوري والتلويح المستمر بإغلاق الممرات الإنسانية عبر الحدود يبقى مصير قاطني المخيمات من المهجرين مجهولا.
