هل تصبح أوروبا ملاذا آمن لمجرمي الحرب السوريين!

اختلاط عناصر ميليشيات الشبيّحة وعائلاتهم مع اللاجئين السوريين في دول أوربا بعد فرار الكثير منهم بسبب الظروف الاقتصادية يجعل من الصعب جدا أن يمثلوا أمام محكمة دولية على أساس المشاركة بالإبادة الجماعية والعنف الجماعي، خاصة مع عدم وجود منظمات تنظم شتات السوريين في هذه البلاد وتساعدهم على ملاحقة المجرمين الذين يصلون إليها.

والأخطر في هذه القضية هو لعب المجرم دور الضحية للعنف والإرهاب، ففي الأمس القريب كان يقطع الطريق ويسرق وينهب باسم “الدفاع عن الوطن” ضمن ميليشيات جرى توفير غطاء رسمي لها عبر اطلاق اسم “الدفاع الوطني”  للمشاركة بالتصدي لما سمته “دمشق” المؤامرة الكونية في اطار عمليها على اخماد الثورة ضد بشار الأسد في المدن السورية، واليوم هذا العنصر هو ذاته المتباكي أمام هيئات اللجوء الأوربية والباحث عن أمان يدعي أنه افتقده في سوريا.

عمل جزء منميليشيات الموت أو “الشبيحة” على قمع السوريين في منطقة سلمية ونصبت حواجها على طريق الرقة – أثرية- سلمية منذ انتفاض الشعب السوري بوجه الإجرام والظلم والفساد، وانطلاق المتظاهرين السلميين في الساحات هاتفين بالوحدة الوطنية والحرية، فواجههم النظام بهؤلاء الزعران والمجرمين.

 وإحدى الساحات بمدينة السلمية برز مسلح يدعى “حسين أبو حبلة” وكان صاحب مكتب تكسي صغير،  فصار يشتم ويضرب ويتهجم على المتظاهرين ويغير على بيوتهم أو كما يقال محليا “يشبح عليهم ليل نهار”!

و الشبيحة، اسم يشير إلى مسلحين غير نظاميين جندهم نظام بشار الأسد للقتال إلى جانبه بلباس مدني، فيهاجمون المتظاهرين بعد أن كانوا يديرون شبكات الجريمة المنظمة واستخدموا حماية “السلطة” لتوسيع سيطرتهم وإرهابهم للناس.

 ومع  تمادي النظام وآلته العسكرية بالعنف والخيار العسكري ، ينخرط “أبو حبلة” وقريبه “صخر أبو حبلة” وشقيق زوجته “هشام الشمالي”  بأقذر عمليات المليشيات بعد انتسابهم  ميليشيات “الدفاع الوطني”.

كان طريق الرقة – أثريا وأرياف سلمية وحمص وحماة  مسرحاً لأحداث السلب والنهب والقتل والتهجير  بقيادة عصابات مسلحة من عائلات “آل سلامة وحمدان وأبو حبلة” إلى جانب اتباع المليشيات الإيرانية مثل “غزوان السلموني” و”محمد فاضل وردة”.

جرى اعتقال الزعيم السابق في ميليشيا “الدفاع الوطني” “حسين أبو حبلة” في بلجيكا بداية 2024، ومثل أمام قاضي تحقيق في بروكسل والذي رفع دعوى قضائية ضده بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في سوريا بين عامي 2011 و2016 ووضعه تحت تفويض الاعتقال

تولى  “حسين أبو حبلة” دورا قياديا وتنظيميا في توزيع أفراد هذه الميليشيا على النقاط والحواجز داخل مدينة “السلمية” وعلى أطرافها، ونقل المعتقلين من المتظاهرين والمعارضين لنظام الأسد، من مركز ميليشيا “الدفاع الوطني” في مدينة “السلمية” إلى فروع الأمن والمخابرات في العاصمة دمشق في الفترة الممتدة من عام 2011 وحتى عام 2015م، حيث مازال بعض هؤلاء قيد الاخفاء القسري في سجون النظام السوري والبعض الآخر قضى تحت التعذيب.

جمع “أبو حبلة” ثروة طائلة من خلال عملع  بقطع الطرق العامة وخطف المدنيين وأعمال السلب والنهب والإغارة على قرى شرق مدينة سلمية وتهجيرالقرى وسرقة الأموال والممتلكات بالشراكة مع “غزوان السلموني” الذي كان يعمل جابيا لفواتير المياه كان يعمل في  بلده صبورة سابقا ،قبل انتقاله لتشكيل مليشيات عسكرية مدعومة إيرانيا وامتهن القتل وقطع الطرق وتجارة المحروقات والآثار على مدى عقد من الزمن حتى بات من كبار أصحاب رؤس الأموال ومكاتب العقارات.

اشترى “أبو حبلة” بعد انضمامه لميليشيا “الدفاع الوطني عدداً من العقارات والسيارات والآليات الثقيلة كالرافعات التي ما يزال حتى اليوم يقوم بتشغيلها لحسابه، عمل على بيع عقارات مقيدة باسم زوجته “أصالة عبد الكريم الشمالي” التي تقيم كلاجئة في بلجيكا أيضا لتنقل إلى اسم “صبا تامر أسعد” زوجة  رفيق دربه بالتشبيح “غزوان  السلموني”.

فقد أرسل “أبو حبلة” زوجته إلى أوربا لتلبس  ثوب المظلومية وتدعي انها مهجرة، هو مثال صارخ على اختلاط المتورطين بجرائم الإبادة الجماعية والعنف الجماعي  باللاجئين، فخرج “أبو حلبة” من البلاد إلى بلجيكا بمعاملة لم شمل من خلال زوجته 2015، وكاد أن يحصل على الجنسية وافتتح شركتي تأجير سيارات ربما يؤسس شركات أخرى في أوروبا  برأس مال صلبه مسروقات “عفشها” من بيوت وأملاك السوريين وربما من أثمان حياة بعضهم، مع التخطيط لالتحاق “هشام الشمالي” شقيق زجته وشريكه بالإجرام!

فهل أمست أوروبا وبلجيكا ملاذا آمن لمجرمي الحرب السوريين كما حصل حين استقبلت فرنسا رفعت الأسد وعاش حياة الرفاهية بما سلبه من سوريا دون أن يحاسب على جرائم القتل الجماعي؟ وهل سيمنحون اللجوء على أساس معاهدة جنيف لحماية اللاجئين؟؟! أم ستتابع السلطات البلجيكية محاكمته لينال جزاءه العادل!

هذه الأسئلة قد تجيب عليها السلطات الأوربية والبلجيكية عمليا من خلال نتائج التحقيقات ومحاكمة “أبو حبلة” وغيره من هؤلاء المتورطين بقتل السوريين الذين يصلون إلى أراضيها.

وأخيراً، يجب القول انه يجب على السلطات البلجيكية أن تتحقق قبل استقبال مجرم ارتكب فضائع في عقريبات وريف سلمية الشرقي هي جزء من جريمة الإبادة والتهجير الشاملة التي قادها بشار الأسد في سوريا.

عمر البنيه