عقد اليوم في العاصمة السورية دمشق مؤتمر صحفي مشترك بين أحمد الشرع، قائد الإدارة السورية الجديدة، ووزير الخارجية التركي حقان فيدان، حيث تم تسليط الضوء على قضايا تتعلق بالعلاقات السورية-التركية ومستقبل سوريا في المرحلة الانتقالية والتأكيد على وحدة الأراضي السورية.
تعزيز دور الدولة وإعادة الإعمار
أكد أحمد الشرع في كلمته على أهمية وضع جميع الأسلحة تحت سيطرة الدولة، مع تركيز خاص على وزارة الدفاع، التي وصفها بأنها “ركيزة أساسية للدولة القادمة”. كما شدد على البعد الاستراتيجي للعلاقات السورية-التركية المقبلة، قائلاً:
“بحثنا التطمينات للدول المجاورة وسبل تقوية الحكومة السورية. تركيا جاهزة لمساعدة سوريا في إعادة بناء البنية التحتية المدمرة، بما يشمل القطاعات الاقتصادية، الزراعية، والصناعية”.
وأشار الشرع إلى معاناة الشعب السوري خلال السنوات الماضية، موضحًا:
“الشعب عانى من ويلات الحرب، ونصفه بين نازح ولاجئ. لا بد من توافق دولي لدعم سوريا واستقلال قرارها، بالإضافة إلى رفع العقوبات الاقتصادية التي أثقلت كاهل المواطنين”.
دعم تركي شامل لسوريا الجديدة
من جانبه، أعلن وزير الخارجية التركي حقان فيدان أن بلاده مستعدة لتقديم الدعم الكامل لسوريا في المرحلة الانتقالية، مشددًا على ضرورة تعزيز الأمن والاستقرار وإعادة الإعمار. وقال:
“تركيا تفخر بوقوفها إلى جانب الشعب السوري منذ بداية الثورة. الأيام المشرقة أمامكم، وسنعمل على تحقيق وحدة سوريا وسيادتها”.
وأكد فيدان أن المجتمع الدولي يجب أن يساهم في رفع العقوبات المفروضة على سوريا، مشيرًا إلى أن تركيا ستشارك بخبراتها لإعادة بناء الدولة السورية. وأضاف:
“ناقشنا مع الإدارة الجديدة أهمية شمولية المرحلة الانتقالية، بحيث تضم جميع المكونات السورية دون إقصاء”.
التحديات الأمنية
تطرق الطرفان إلى قضايا أمنية، بما في ذلك ضرورة القضاء على التنظيمات الإرهابية في سوريا، مثل “قسد” و”داعش”، حسب وصف وزير الخارجية التركي.
شدد فيدان على ضرورة حماية وحدة الأراضي السورية ومواجهة التنظيمات التي تهدد استقرار المنطقة، مضيفًا:
“سوريا يجب أن تتحرر من مخالب الإرهاب، وتركيا ستظل شريكًا في هذه الجهود”.
وقال فيدان: “لا شك أن وحدة سوريا الترابية هي موضوع لا نقاش حوله، فلا بد أن تكون كذلك، وقد أكد على ذلك، وقد أكد أنه لا مجال للتواجد لتنظيم بي كي كي وقسد في سوريا، لأن هذا التنظيم جنب ينهب موارد وخيرات الشعب السوري”، مضيفا “على تنظيم بي كاكا وقسد أن يقوم بحل نفسه فورا”.
أكد الشرع: “لا مكان لسلاح خارج سلطة الدولة. هذا الملف من أولوياتنا لتحقيق الاستقرار”.
وقال: “خلال أيام سيعلن عن وزارة الدفاع، وستشكل لجنة من قيادات عسكرية كبيرة لرسم هيكلية جديدة للجيش السوري القادم، ثم ستبدأ الفصائل بإعلان حالة نفسها، والدخول تباعا”، مشددا “نحن لن نسمح على الإطلاق أن هناك سلاح خارج الدولة سواء الفصائل الثورية أو من الفصائل المتواجدة في منطقة قسد، يجب أن هذا الملف بأقصى سرعة ممكنة”,
رسائل للأقليات السورية
ناقش الجانبان قضايا تتعلق بحماية الأقليات وضمان المساواة بين جميع السوريين. وأكد الشرع أن الثورة السورية لم تكن موجهة ضد الأقليات، مشيرًا إلى أن النظام السابق استغلها لإثارة الطائفية. بينما أضاف فيدان:
“الإدارة السورية الجديدة حريصة على تعزيز المواطنة المتساوية، بما يضمن حقوق جميع المكونات العرقية والدينية”.
وأشار إلى الشرع إلى أنهم يعملون على “حماية الطوائف والأقليات، أيضا من أن يحصل هناك اعتداء في بيني فيما بينهم أو أن يستغل هذا المشهد أحد من أدوات خارجية لإثارة النعرات الطائفية، سوريا بلد جميع، نحن نستطيع نتعايش مع بعضنا ونحن علاقة وثيقة مع كل مكونات الشعب السوري، وهناك توافق كبير من جميع المكونات على إزالة هذا النظام، القيام بتأسيس لدولة جديدة تليق بوضع المجتمع السوري، وحال المجتمع السوري إقليميا ودوليا”.