ناشد رائد الصالح، مدير الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) المجتمع الدولي للتدخل العاجل لوقف الجرائم المستمرة بحق الشعب السوري، معبرا عن خيبة أمله من استمرار معاناة السوريين رغم مرور أكثر من عقد على بدء الحرب.
وقال الصالح خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي رغم اعتراض روسيا: “قبل نحو عشر سنوات، خاطبت هذا المجلس مطالبًا بوقف الجرائم ضد السوريين، وها أنا أعود اليوم بنفس المطالب، لأن الجرائم لم تتوقف والعالم يتجاهل مأساة السوريين”.
وأشار إلى تصاعد الهجمات في شمال سوريا خلال الأيام الستة الماضية، حيث شنّ النظام السوري وحلفاؤه الروس والإيرانيون هجمات عنيفة أدت إلى مقتل أكثر من 100 مدني، وإصابة 360 آخرين، وتشريد عشرات الآلاف، معظمهم نساء وأطفال. وذكر أن هذه الهجمات استهدفت عمدًا المدنيين والبنية التحتية الحيوية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس ومخيمات النازحين.
كما ألقى الصالح الضوء على الغارات الجوية الروسية الأخيرة التي أخرجت أربع مستشفيات عن الخدمة في إدلب، بما في ذلك مستشفى متخصص في التوليد. وقال: “لدينا أدلة ووثائق تثبت استهداف المستشفيات عمدًا، مما أسفر عن مآسٍ إنسانية مروعة”.
وحذّر الصالح من احتمال استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية مرة أخرى، مشيرًا إلى تاريخ النظام في استخدام هذه الأسلحة لتحقيق مكاسب عسكرية، ودعا مجلس الأمن إلى محاسبة النظام وداعميه، خاصة روسيا، التي تعرقل الجهود الدولية لتحقيق العدالة.
وأكد الصالح أن الأزمة السورية ذات جذور سياسية وليست إنسانية فقط، مشددًا على أهمية تطبيق القرار 2254 الذي ينص على انتقال سياسي شامل، وإنهاء وجود الميليشيات العابرة للحدود، ووضع حد لإنتاج وتهريب المخدرات.
وفي ختام كلمته، وجه الصالح رسالة تضامن للسوريين في جميع أنحاء البلاد، مؤكدًا أنهم ما زالوا يتوقون للحرية والعدالة وبناء وطن يحفظ كرامتهم وهويتهم الوطنية، ودعا العالم إلى التحرك لضمان السلام المستدام للشعب السوري.