احتشد عشرات السوريين، الأحد، في مدينة مونبلييه جنوب فرنسا، لإحياء الذكرى الأولى لسقوط نظام بشار الأسد، في فعالية نظّمتها جمعية قنطرة الناشطة في المدينة ومحيطها، وذلك وسط أجواء غلبت عليها مشاعر الفرح واستعادة الذاكرة بعد سنوات طويلة من المعاناة.
وشارك في الاحتفال سوريون من مختلف الأعمار، حضروا كعائلات، رافعين الأعلام السورية، ومردّدين عبارات تعبّر عن الفخر بسقوط النظام، واستحضار شعارات الثورة السورية واستذكار الضحايا والمعتقلين الذين دفعوا ثمن سنوات الحرب والقمع.
وقال الدكتور محمد السدحان، أحد المشاركين في الفعالية، إن السوريين اجتمعوا في مونبلييه «كعائلات سورية لنعيش فرحة النصر، حتى وإن كنا بعيدين عن بلدنا»، مضيفاً: «كنا نتمنى أن نكون في سوريا لنشارك أهلنا وأحبابنا هذه اللحظة، لكننا نجتمع هنا اليوم لنعيش فرحة سقوط النظام البائد، الذي تخلّصنا منه أخيراً». ووصف السدحان المناسبة بأنها «لحظة مميزة يستعيد فيها الإنسان السوري الحرّ حريته وكرامته»، معرباً عن أمله بأن تتجه الأيام المقبلة «نحو الأفضل».
من جهتها، قالت بيان لاذقاني، رئيسة جمعية قنطرة، إن الاحتفال يأتي بذكرى «فرحة انتظرها السوريون منذ ستين عاماً»، موضحة:
«نحتفل اليوم بسقوط بشار الأسد وبالحرية التي نلناها، بعد حقبة بشعة عانى خلالها الشعب السوري كثيراً، سواء في عهده أو في عهد والده».
وأضافت أن شهر كانون الأول أصبح «شهر أفراح للسوريين في كل عام، يعبّرون فيه عن مشاعرهم بعد عقود من القمع».
وقالت ممثلة بلدية مونبلييه:
«نحن هنا اليوم في مناسبة عظيمة، للاحتفال بالذكرى السنوية الأولى لتحرير سوريا. إنه اليوم الذي تابعنا فيه جميعًا، بعيون مشدودة إلى شاشات التلفزيون، سقوط بشار الأسد، الذي ألحق بشعبه الأذى لفترة طوية”.
وتابعت «وأنا أحضر هنا ممثلة عن بلدية مدينة مونبلييه، لأعبّر عن كامل الدعم للشعب السوري، ولا سيما لمواطنينا الفرنسيين-السوريين الحاضرين اليوم، الذين يحيون هذه الذكرى كما ينبغي، فيما بينهم، كعائلات، مع الأطفال وكبار السن.
وأضافت «إنها لحظة مفعمة بالمشاعر… وليحيَ الشعب السوري حرّاً».
بدوره، قال حسين، أحد أعضاء جمعية قنطرة، إن هذه المناسبة تمثّل «أول احتفال بالنصر السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة»، مشيراً إلى أن الشعب السوري «تحرّر بعد 14 عاماً من الألم»، ومعبّراً عن أمله بأن تتحول الذكرى إلى «احتفال سنوي دائم».
أما مرهف، أحد الحاضرين، فاعتبر أن الذكرى السنوية لسقوط بشار الأسد «لحظة فخر لكل السوريين»، قائلاً: «سوريا كلها دفعت الثمن، سواء بالشهداء الذين قدمناهم أو بسنوات الغربة التي عاشها الملايين».
وأضاف:
«نحن فخورون جداً بإسقاط هذا الطاغية، وهذه الفرحة هدية لكل أم شهيد ولكل شهيد رحل»، مستحضراً مقولة الراحل عبد الباسط الساروت بأن «بشار الأسد لن يخلَّد»، مضيفاً: «وفعلاً لم يُخلَّد».
وشهدت الفعالية حضور متضامنين من جنسيات وجاليات أخرى، في مشهد عكس تفاعلاً واسعاً مع القضية السورية.
ويأتي هذا الاحتفال في سياق فعاليات متزامنة نظّمها سوريون في عدة مدن أوروبية، لإحياء ذكرى سقوط النظام، والتأكيد على استمرار تطلعاتهم نحو بناء دولة تقوم على العدالة والمواطنة، بعد عقود من الحكم الاستبدادي الذي انتهى يوم 8 كانون الأول 2024.
