أطلق متطوعون سوريون حملة جديدة لدعم مرضى السرطان في المناطق المحاصرة شمال الرقة والحسكة، في مبادرة إنسانية تسلط الضوء على تفاقم الأزمة الصحية في منطقة “نبع السلام” التي تضم رأس العين وتل أبيض.

وحملت الحملة اسم “تكاتف”، ونظمها فريق “بذرة خير” التطوعي، الذي يجمع متطوعين من مدينتي تل أبيض ورأس العين، بهدف جمع تبرعات لتغطية تكاليف علاج المرضى وتأمين رحلات علاجية مجانية إلى دمشق عبر الأراضي التركية لصعوبة الوصول إليها عن طريق التهريب نتيجة الحصار الذي تفرضه القوات الكردية (قسد).

وقال تاج الدين أبو زيد، أحد المتطوعين في الفريق:

“عدد مرضى السرطان في منطقة نبع السلام تجاوز 365 مريضاً، بينهم أكثر من 70 في رأس العين و185 في تل أبيض، فضلاً عن نحو مئة حالة غير مسجلة. بجهود أهل الخير تمكنا من تسيير رحلات مجانية لتأمين العلاج والسكن، وتقديم المساعدة في دفع تكاليف الجرعات الكيماوية وشراء الأدوية”.

ويواجه مرضى السرطان في المنطقة تحديات كبيرة بسبب نقص المراكز الطبية المتخصصة وارتفاع كلفة العلاج وصعوبة التنقل عبر خطوط التماس مع قسد.

وقال حمودي الحسين، ممثل فريق “بذرة خير” في رأس العين، إن الفريق “يعتمد بالكامل على التبرعات المحلية المنتظمة”، مشيراً إلى أن الحملة الأولى التي أُطلقت قبل شهر في تل أبيض وسلوك جمعت نحو 90 ألف دولار، بينما تسعى الحملة الحالية في رأس العين إلى “توسيع نطاق الدعم وضمان استمرارية العلاج للمرضى الأكثر حاجة”.

وأضاف إبراهيم الصكر، أحد المشاركين من أهالي رأس العين:

“نشارك اليوم لندعم مرضى السرطان ونوصل صوتهم إلى الجميع. نتمنى أن تمتد يد العون من كل من يستطيع المساعدة. هؤلاء المرضى بحاجة إلى الشعور بأنهم ليسوا وحدهم”.

ويقول منظمو الحملة إن هدفهم يتجاوز جمع التبرعات، إذ يسعون إلى بناء شبكة تضامن مجتمعي تضمن استمرارية الدعم الطبي والإنساني لمرضى السرطان في مناطق تعاني من حصار وضعف في الخدمات الصحية الأساسية، بينما لا تستقبل المشافي التركية سوى مرضى الحوادث.