قال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا آدم عبد المولى إن الأمم المتحدة وشركاءها في المجال الإنساني يعملون على حشد الموارد وتكثيف الجهود لتلبية الاحتياجات الإنسانية المتزايدة في السويداء والمناطق المحيطة بها التي تستضيف النازحين، وذلك عقب أسابيع من الاشتباكات التي أثرت بشدة على المدنيين وعطلت الخدمات الأساسية.
جاء هذا في بيان أصدره عبد المولى بعد زيارة للسويداء في 20 آب/أغسطس حيث أعرب عن تقديره لحكومة سوريا على دعمها وتسهيلها للبعثة، مشيرا إلى أن هذا التعاون مكن وفد الأمم المتحدة من تقييم الوضع الإنساني على أرض الواقع والتواصل مباشرة مع المجتمعات المتضررة والمسؤولين المحليين ومنظمات المجتمع المدني.
وقال عبد المولى: “الأوضاع الإنسانية في السويداء ومواقع النزوح في درعا وريف دمشق مزرية. لقد تحمل المدنيون وطأة العنف، وهم بحاجة ماسة إلى الدعم”.
وأضاف: “تلعب منظمات المجتمع المدني المحلية دورا حيويا في دعم النازحين والمجتمعات المضيفة. تستحق جهودها التقدير والموارد المستدامة لتوسيع نطاقها وتأثيرها”.
نقص وضغوط شديدة
وذكَّر بيان منسق الشؤون الإنسانية والمنسق المقيم للأمم المتحدة في سوريا بأن أكثر من 190,000 شخص نزحوا، معظمهم داخل محافظة السويداء، كما لجأ الكثيرون إلى المدارس، مما يثير مخاوف ملحة مع اقتراب العام الدراسي.
ودعا البيان إلى إيجاد حلول كريمة وآمنة للأسر النازحة لضمان حصول الأطفال على التعليم دون انقطاع.
وأشار أيضا إلى أن الخدمات الصحية تتعرض لضغوط شديدة، حيث تواجه المستشفيات والعيادات نقصا حادا في الأدوية الأساسية، بما في ذلك الأنسولين، ولوازم غسيل الكلى، وعلاجات السرطان.
في الوقت نفسه، تعاني الأسواق المحلية من نقص حاد في المواد الغذائية، وارتفاع حاد في أسعار السلع الأساسية.
مساعدات منقذة للحياة
بالتنسيق مع الهلال الأحمر العربي السوري، أرسلت الأمم المتحدة وشركاؤها في المجال الإنساني 12 قافلة مساعدات حتى الآن، مقدمة بذلك مجموعة واسعة من المساعدات المنقذة للحياة. ويصل حاليا شكل من أشكال المساعدات الإنسانية إلى أكثر من 300,000 شخص شهريا.
ونبه منسق الشؤون الإنسانية في بيانه إلى أنه رغم هذه الجهود، لا تزال الاستجابة محدودة بسبب محدودية التمويل، داعيا المانحين إلى التضامن مع أهالي السويداء وجميع أنحاء سوريا من خلال زيادة الدعم بشكل عاجل لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحا.